دانت الجامعة العربية في ختام اجتماع طارىء على مستوى وزراء الخارجية الاحد إطلاق صاروخ «ايراني الصنع» على السعودية معتبرة انه «تهديد للأمن العربي»، واصفة حزب الله اللبناني بانه «ارهابي (…) يدعم الجماعات الارهابية في الدول العربية».
وصدرت هذه المواقف بعدما شنت السعودية هجوما شديد اللهجة على إيران خلال الاجتماع الذي عقد في القاهرة مؤكدة انها «لن تبقى مكتوفة الأيدي» حيال السياسة «العدوانية» لطهران في مرحلة تشهد توترا متصاعدا بين القوتين الاقليميتين في الشرق الاوسط.
ونددت الجامعة في بيان ختامي بعملية إطلاق صاروخ بالستي «ايراني الصنع» استهدف الرياض واعتبرت ذلك «عدوانا صارخا وتهديدا للأمن القومي العربي».
وافاد بيانها ان الصاروخ تم اطلاقه من الاراضي اليمنية «من قبل الميليشيات الموالية لإيران»، مؤكدة «حق السعودية في الدفاع الشرعي عن اراضيها ومساندتها في الاجراءات التي تقرر اتخاذها ضد هذه الانتهاكات في اطار الشرعية الدولية».
كذلك، حملت الجامعة حزب الله اللبناني «مسؤولية دعم الجماعات الارهابية في الدول العربية» واتهمته مع الحرس الثوري الايراني بـ«تأسيس جماعات ارهابية» في مملكة البحرين.
وعقد الاجتماع في القاهرة وسط تباين واضح في مواقف الدول العربية إزاء القضية موضوع النقاش، حيث تحتفظ دول عربية مؤثرة بعلاقات قوية مع إيران مثل الجزائر وعُمان والعراق ولبنان، كما أن اختيار المغرب الذي يعد حليفاً للسعودية الحضور بمستوى تمثيل منخفض، أرسل رسالة مخيبة للآمال إلى المسؤولين السعوديين، الأمر الذي يرى مراقبون أنه يلقي مزيداً من الصعوبات على جهود السعودية لمحاصرة النفوذ الإيراني ونفوذ «حزب الله» في المنطقة.
وعلى الرغم من حضور 15 وزير خارجية، إلا أن ست دول عربية اختارت تخفيض مستوى تمثيلها، ما يشير إلى عدم رضا داخل هذه الدول حول الخطوة التي دعت إليها السعودية مدعومة بعدد من الدول الخليجية.
وشارك العراق وسلطنة عمان، وليبيا، بتمثيل منخفض بوكيل وزارة، والمغرب بـ«كاتب دولة لوزير»، والجزائر بسفير بلادها في القاهرة، وهو مندوبها أيضا في الجامعة العربية.
وغاب وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل عن الاجتماع الطارئ الذي انعقد في القاهرة، بناء على طلب سعودي لبحث «انتهاكات» إيران في المنطقة، ومثل لبنان مندوبه الدائم لدى الجامعة العربية.
ويشير غياب باسيل إلى عدم رضا لبناني عن إدانة طهران و»حزب الله»، كما يشير إلى توتر العلاقات بين الرياض وبيروت على خلفية أزمة استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري التي قدمها من الرياض، الأمر الذي جعل الرئيس اللبناني يصعّد ضد الرياض ويتهمها باحتجاز الحريري، مطالباً بالإفراج عنه، رغم تأكيد الحريري بأنه غير محتجز، ورغم سفره إلى فرنسا.
ويرى مراقبون أن انخفاض تمثيل ست دول عربية مهمة يشي بوجود خلافات عميقة حالت دون اتخاذ موقف عربي قوي وموحد إزاء تدخلات إيران و»حزب الله» اللبناني في الشؤون العربية.
ودعت السعودية إلى الاجتماع بتأييد من دولة الإمارات والبحرين والكويت لبحث وسائل مواجهة التدخل الإيراني.
وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، خلال الاجتماع الطارىء في القاهرة، أن بلاده «لن تقف مكتوفة الأيدي أمام العدوان السافر» لإيران، فيما اعتبر وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن احمد آل خليفة في كلمته، أن لبنان «تحت السيطرة التامة» لحزب الله، وأن هذا الحزب يعبر «دولنا جميعا وهذا تحد للأمن القومي العربي».
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في كلمته خلال الاجتماع، إن المساس بأمن دول الخليج خط أحمر، مشددا على التزام بلاده بدعم أمن واستقرار المنطقة.
وطالب أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، مجلس الأمن بوقف إيران عن دفع المنطقة للهاوية، مشيرا إلى أن طهران انتهجت سياسة طائفية واستقوت بالاتفاق النووي.
وقال إن الحوثيين أطلقوا 76 صاروخاً من صنع إيراني على السعودية.
وكشف مصدر دبلوماسي عربي، الأحد، عن احتمال دعوة الجامعة العربية مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لمناقشة التهديدات الإيرانية لدول المنطقة. وستُكلف المجموعة العربية في الأمم المتحدة لإجراء الاتصالات اللازمة لعقد الجلسة وصياغة مشروع القرار. (تفاصيل ص 10)
القدس العربي