من محمد شيخ يوسف: استنكر «الائتلاف الوطني السوري المعارض»، أمس الأحد، الحريق الذي استهدف مبنى محكمة مدينة منبج بريف حلب (شمالي سوريا)، وتسبب في إتلاف وثائق وسجلات الملكية العقارية التي تعود للمدينة وريفها. واعتبره «عملا مدبرا» من ميليشيا «ب ي د» بهدف تغيير التركيبة السكانية للمدينة.
وفي بيان صدر أمس قال الائتلاف إن «حرق الوثائق والسجلات وإتلافها عمل خطير، ويتَّسق مع محاولات تهجير المواطنين من بلداتهم وقراهم، ومنعهم من العودة إليها بذرائع مختلفة».
وأضاف: «الجرائم والانتهاكات التي تقوم بها ميليشيا (ب ي د)، تمثل امتداداً لجرائم تنظيم (داعش) الإرهابي، وهدفها منع كل ما يُحافظ على وحدة سوريا وتعايش أبنائها، وتكميم الأفواه، وفرض سلطة الأمر الواقع، والعمل على إشاعة الفوضى والإرهاب والتفرقة».
وحثّ الائتلاف «الأمم المتحدة على بذل جهودها لمعاقبة مرتكبي جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، التي يرتكبها نظام الأسد والميليشيات الإرهابية المتعاونة معه، وعدم توفير غطاء سياسي أو قانوني لها».
وفي وقت سابق، حذرت مصادر محلية، في أحاديث مع «الأناضول»، من أن إقدام «ب ي د» على حرق السجلات العقارية يأتي في سياق مخطط له يستهدف إحداث تغيير ديموغرافي في مدينة منبج، ونقل ملكية العقارات فيها إلى أنصاره هناك، وذلك بعد سيطرة هذه الميليشيا على المدينة، يوم الجمعة الماضي، بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا.
وسيطرت ميليشيا «ب ي د» و»التحالف العربي السوري»، الفصيلان المنضويان تحت «قوات سوريا الديمقراطية»، يوم الجمعة الماضي، على مدينة «منبج» بعد انسحاب تنظيم «الدولة» منها، حسب مصادر محلية.
وقبل نحو 75 يومًا أطلقت «قوات سوريا الديمقراطية»، عملية عسكرية غرب نهر الفرات، بمساندة جوية من طائرات التحالف الدولي للسيطرة على منبج، وحاصرت المدينة لمدة تقارب الشهرين، سقط خلالها مئات القتلى من الطرفين، إلى جانب مثلهم من المدنيين الذين قضوا نتيجة قذائف «سوريا الديمقراطية»، وصواريخ التحالف الدولي، ونيران «الدولة».
وخلصت تقارير استخباراتية تركية، في 15 يوليو/تموز 2015، إلى أن «ب ي د» انتهجت سياسات «تطهير عرقي ممنهج»، ضد السكان غير الأكراد (العرب والتركمان) في مدينة «تل أبيض» بمحافظة الرقة السورية، بهدف تغيير التركيبة السكانية للمدينة.
وكان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اتهم أواخر، يونيو/حزيران الماضي، ميليشيات «ب ي د» بـ»تهجير السكان العرب والتركمان» من مناطق عديدة شمال شرقي سوريا، بما في ذلك مدينة تل أبيض، بعد حلولها مكان تنظيم «داعش»، في بعض مناطق شمالي سوريا.
القدس العربي