ـ «القدس العربي»: أفادت مصادر مطلعة في العاصمة العراقية أن مئات الإيرانيين يحاصرون معسكر ليبرتي الخاص بأعضاء منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني، الكائن بجوار مطار بغداد الدولي غرب العاصمة العراقية، وذلك لممارسة المزيد من الضغوط على عناصر المنظمة.
وذكر مصدر في مطار بغداد لـ«القدس العربي» طلب عدم ذكر اسمه أن المئات من الإيرانيين المناهضين للمنظمة يحيطون بالمعسكر منذ أيام ويحاولون دخوله، بذريعة وجود أبنائهم داخل المخيم، وأن المنظمة تمنعهم من الالتقاء بذويهم القادمين من إيران.
وأشار إلى أن أكثر من 200 من الإيرانيين، نظموا اعتصاما منذ أيام في مدخل المعسكر المحاط بحراسة مشددة، محاولين اقتحام بواباته، للضغط على الحكومة العراقية والأمم المتحدة، من أجل إعادة تسليم الباقين من عناصر المنظمة في المعسكر، إلى إيران، منوها إلى محاولات من الإيرانيين للتأثير على بعض أعضاء المنظمة المقيمين في المعسكر، لإقناعهم بتركه وتسليم أنفسهم إلى الحكومة العراقية ومنها إلى الحكومة الإيرانية.
وتشير المصادر إلى أن معسكر ليبرتي قد تعرض مرارا إلى هجمات صاروخية متعددة من ميليشيات شيعية عراقية حليفة لإيران منها حزب الله العراق والعصائب، وكان آخر قصف للمعسكر تم في اكتوبر/تشرين الأول 2015 مما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من عناصر المنظمة في المعسكر، وذلك بالرغم من مطالبة الأمم المتحدة، الحكومة العراقية بتوفير الحماية للمعسكر.
كما شهد المعسكر في يناير/ كانون الثاني 2015 خروج النساء الإيرانيات ضمن المخيم للتظاهر والاحتجاج على ما سموه بالحصار المفروض على المخيم من قبل السلطات العراقية التي تمنع دخول المواد الغذائية والأدوية والوقود ضمن سلسلة قيود تستخدمها بعض العناصر العسكرية العراقية للتضييق على عناصر المنظمة.
وأفادت المصادر بأن معسكر ليبرتي المجاور لمطار بغداد الدولي، يعتبر آخر ملجأ لأعضاء منظمة مجاهدي خلق المعارضة في العراق، وهو معسكر سابق لقوات الاحتلال الأمريكي، وتم التنسيق بين الأمم المتحدة والحكومة العراقية بإشراف الولايات المتحدة بعد عام 2003 على تجميع أعضاء المنظمة البالغ عددهم حوالي 3700 عنصر فيه بانتظار نقلهم إلى دولة ثالثة، حيث تم فعلا قبول بعض البلدان لأعداد منهم.
وتعتبر إيران هذه المنظمة التي تأسست عام 1965 «جماعة إرهابية» وطالبت مرارا الحكومة العراقية بتسليمها العناصر الموجودة في العراق ولكن الولايات المتحدة والأمم المتحدة منعت ذلك.