ليست هناك عاصفة حزم سورية، ومن يتخيل ذلك هو واهم، فالأمريكان لا يوزعون على الأمم أوطانا، وليس من مصلحتهم إيقاف الحرب السورية، وإذا كنا نفهمهم يهتمون بمصالحهم اولا، فعلينا ان ندرك أن هناك نخبة واسعة من قادة المعارضة، هم جزء من تصدير حالة الوهم الحالية، فعلى الجميع أن يدرك، أن الحرب في سوريا مستمرة، والحديث عن تدخل عربي قادم هو محض خيال.
بالنسبة للأمريكان، هم لم ينتهوا من استنزاف القدرات العسكرية الايرانية، وهم أيضا، لم ينتهوا من تدمير مساحات محددة من سوريا، وهي تحديدا المنطقة الجنوبية، والمناطق المحاذية للجولان المحتل، ﻷن المطلوب أن يقف الجندي اﻹسرائيلي بجانب الجولان ولا يرى في الجهة المقابلة سوى أكوام من الركام، أما المدن التي يخسرها جيش النظام مثل إدلب وجسر الشغور فالمسألة سهلة، فطائرات النظام هي التي ستقوم بتدميرها بالبراميل العشوائية، وهكذا نختصر المسألة بدوام الحرب ولكن هناك تغييرا في أولوياتها. ليس مهما في المسألة السورية ماذا تعني التبدلات على اﻷرض بالنسبة لعموم اﻷطراف التي تقاتل، وإنما ماذا تعني هذه التبدلات بالنسبة للأمريكان وإسرائيل وشركائهم من اﻷوروبيين الذين يفرضون معادلة الحرب من الخارج.
فإذا كان المطلوب استمرار النظام لأجل استمرار الحرب، فلا يهم اﻷمر في إعادة تموضع القوات على اﻷرض، فانسحاب الإيرانيين من إدلب وبقية مدن الشمال، له ترجمة مختلفة، فهو يعني أن الايرانيين بانتشارهم في جنوب دمشق وحتى درعا، هم هنا بالفعل يساعدون في اطالة عمر النظام، وليس في معادلة تحقيق النصر، وبهذا المنطق، لا تصبح مدن الشمال مهمة للإيرانيين، واﻷمر ذاته للنظام، الذي لم تعد الجغرافيا تعنيه شيئا بمقدار ما يهمه أن يبقى، حتى لو كانت هذه الدولة مجرد كرسي أسفل شجرة.
القوات العربية التي يحتمل تدخلها لن تكون ضد النظام، وهي قوات مرشح لأن ترتدي القبعات الزرقاء، وهذا ليس الان، وانما عندما تصبح قوات النظام أمام مواجهة صعبة في اللاذقية، وهنا طبعا سيتدخل العرب اصحاب القبعات الزرقاء تحت ذريعة حماية الاقليات، وليس اسقاط النظام، وبهذه المعادلة ستكون كل سنوات الحرب السورية الماضية هي مجرد المرحلة الاولى من الحرب فقط.
اشكالية الشعب السوري ان المعارضة السياسية غبية بما يكفي، وهي تفرص معادلاتها السياسية على القوى الميدانية، ولأن المعارضة السورية السياسية غير جاهزة سوى لاستماع نصائح الامريكان، فهم سينقلون شعبهم من كارثة الى كارثة. هذه المعارضات هي كاﻷنظمة، لا تسمع ولا تريد ذلك.
بالنسبة للأمريكان، هم لم ينتهوا من استنزاف القدرات العسكرية الايرانية، وهم أيضا، لم ينتهوا من تدمير مساحات محددة من سوريا، وهي تحديدا المنطقة الجنوبية، والمناطق المحاذية للجولان المحتل، ﻷن المطلوب أن يقف الجندي اﻹسرائيلي بجانب الجولان ولا يرى في الجهة المقابلة سوى أكوام من الركام، أما المدن التي يخسرها جيش النظام مثل إدلب وجسر الشغور فالمسألة سهلة، فطائرات النظام هي التي ستقوم بتدميرها بالبراميل العشوائية، وهكذا نختصر المسألة بدوام الحرب ولكن هناك تغييرا في أولوياتها. ليس مهما في المسألة السورية ماذا تعني التبدلات على اﻷرض بالنسبة لعموم اﻷطراف التي تقاتل، وإنما ماذا تعني هذه التبدلات بالنسبة للأمريكان وإسرائيل وشركائهم من اﻷوروبيين الذين يفرضون معادلة الحرب من الخارج.
فإذا كان المطلوب استمرار النظام لأجل استمرار الحرب، فلا يهم اﻷمر في إعادة تموضع القوات على اﻷرض، فانسحاب الإيرانيين من إدلب وبقية مدن الشمال، له ترجمة مختلفة، فهو يعني أن الايرانيين بانتشارهم في جنوب دمشق وحتى درعا، هم هنا بالفعل يساعدون في اطالة عمر النظام، وليس في معادلة تحقيق النصر، وبهذا المنطق، لا تصبح مدن الشمال مهمة للإيرانيين، واﻷمر ذاته للنظام، الذي لم تعد الجغرافيا تعنيه شيئا بمقدار ما يهمه أن يبقى، حتى لو كانت هذه الدولة مجرد كرسي أسفل شجرة.
القوات العربية التي يحتمل تدخلها لن تكون ضد النظام، وهي قوات مرشح لأن ترتدي القبعات الزرقاء، وهذا ليس الان، وانما عندما تصبح قوات النظام أمام مواجهة صعبة في اللاذقية، وهنا طبعا سيتدخل العرب اصحاب القبعات الزرقاء تحت ذريعة حماية الاقليات، وليس اسقاط النظام، وبهذه المعادلة ستكون كل سنوات الحرب السورية الماضية هي مجرد المرحلة الاولى من الحرب فقط.
اشكالية الشعب السوري ان المعارضة السياسية غبية بما يكفي، وهي تفرص معادلاتها السياسية على القوى الميدانية، ولأن المعارضة السورية السياسية غير جاهزة سوى لاستماع نصائح الامريكان، فهم سينقلون شعبهم من كارثة الى كارثة. هذه المعارضات هي كاﻷنظمة، لا تسمع ولا تريد ذلك.