سجلت الأمم المتحدة ارتفاعًا غير مسبوق بعدد الأطفال الذين اضطروا للنزوح من منازلهم جراء أعمال العنف والنزاعات والكوارث الطبيعية، محذرة من أنهم قد يكونون عُرضة أكثر من غيرهم للإصابة بفيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19).
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقرير نشرته أمس، الاثنين 4 من أيار، إن ما يقدّر بنحو 19 مليون طفل عاشوا في حالة نزوح داخل بلدانهم، بسبب النزاع والعنف في عام 2019، وذلك أكثر من أي وقت مضى.
ويفتقر الأطفال النازحون داخليًا إلى الخدمات الأساسية، ويتعرضون لأخطار العنف والاستغلال وسوء المعاملة والاتجار، كما أنهم معرضون لخطر العمل وزواج الأطفال وانفصال الأسرة، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لصحتهم وسلامتهم.
وفقًا للتقرير الذي يحمل اسم “ضائع في الوطن”، سجلت المنظمة الدولية 12 مليون حالة نزوح جديدة للأطفال في عام 2019، منها 3.8 مليون جراء الصراع والعنف، و8.2 مليون بسبب الكوارث المرتبطة في الغالب بالأحداث المتعلقة بالطقس مثل الفيضانات والعواصف.
وأشار التقرير إلى أن هؤلاء الأطفال هم من بين الأكثر عُرضة للتأثيرات المباشرة وغير المباشرة لـ”كورونا”، وذلك نتيجة المخاطر والتحديات التي يواجهونها داخليًا ومحدودية الإجراءات اللازمة لحمايتهم.
وقالت المديرة التنفيذية لـ”يونيسف”، هنرييتا فور، “إن ملايين الأطفال النازحين حول العالم يواصلون العيش دون رعاية وحماية مناسبة”، مضيفة أنه عند ظهور أزمات جديدة مثل “كورونا”، يكون هؤلاء الأطفال عُرضة للإصابة بشكل خاص.
وخلال التقرير، دعت “يونيسف” إلى رسم استراتيجية وتوحيد جهود الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص والجهات الفاعلة الإنسانية والأطفال أنفسهم، للتصدي للدوافع الخاصة لنزوح الأطفال، لا سيما جميع أشكال العنف والاستغلال وسوء المعاملة.
ومع نهاية عام 2018. أحصت المنظمة الدولية نزوح نحو 17 مليون طفل جراء النزاعات والكوارث الطبيعية.
وسبق أن قدرت “يونيسف” عدد الأطفال الذين سيحتاجون للدعم خلال عام 2020 بنحو 59 مليون طفل يعيشون في 64 دولة. كما أطلقت أكبر حملة لها على الإطلاق من أجل جمع 4.2 مليار دولار لتوفير الدعم المطلوب لإنقاذ حياة هؤلاء الأطفال.
وفي آب 2019 أحصت منظمة “يونيسف” نزوح 6.2 مليون سوري، بينهم 2.6 مليون طفل، كما حذر ممثل المنظمة في سوريا، فران إكويزا، من أن حجم الأزمة وشدتها وتعقيدها بالنسبة للأطفال في البلاد صار مذهلًا، “مع وجود أكثر من خمسة ملايين طفل بحاجة إلى المساعدة الإنسانية داخل سوريا”.
عنب بلدي