“إنها ليست مزحة بل حقيقة”.. بهذه الكلمات اختصر المسؤول في وحدة توليد كهرباء مملوكة لأحد الأشخاص بضاحية بيروت الجنوبية، فكرة تقديم الكهرباء للمنازل الأكثر حاجة كـ”صدقة رمضان” خلال الشهر الكريم، بدلا من المساعدات الغذائية.
الوحدة التي يطلق عليها “مولدات النور”، يملكها الحاج عامر الدمشقي، ابتكرت مشروع توزيع الكهرباء مجانا طوال شهر رمضان على المنازل الأكثر حاجة لها والتي لا يستطيع أصحابها دفع رسوم الاشتراك الكهربائي الخاص (كل 5 أمبير بـ 36 دولارًا أمريكيًا شهريًا)، في محاولة للتخفيف من التأثيرات السلبية لأزمة الكهرباء الرسمية في لبنان.
وتقدم “مولدات النور” الكهرباء لمئات المشتركين في عدة مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث تنتشر مثل هذه المؤسسات والشركات والمحال في مختلف المناطق اللبنانية للتعويض عن الانقطاع اليومي لـ”كهرباء الدولة”، أي الكهرباء المزودة من المحولات الحكومية.
ويؤكد القائمون على هذا المشروع أنه “عمل خيري” بعيد عن أي أهداف تجارية، يعطي لرمضان “نكهة خاصة” في ظل الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي في البلاد.
علي بدران، المسؤول في “مولدات النور” شرح للأناضول طبيعة المشروع وأهدافه، مشيرا إلى أنه “لقي ترحيبا كبيرا في منطقة عملنا في الضاحية، خاصة وأن هذا الأمر هو الأول من نوعه في المنطقة”.
وقال بدران إن “صاحب المولدات ابتكر فكرة استبدال تقديم الصناديق والمساعدات الغذائية، في شهر رمضان، بتقديم الكهرباء مجانا للمنازل المحتاجة”، لافتا الى أن “الفكرة تطورت خلال الشهر الفضيل، حيث أننا نقدم بشكل شهري هدايا لأكثر من 70 مشتركا معنا، فأحببنا أن يكون لرمضان نكهة خاصة”.
وتابع أن “تخصيص رمضان بهذه المساعدة، كونه شهر العبادة والمحبة والتقارب بين الناس”، مشيرا إلى أن “للكهرباء أهمية كبرى في حياتنا اليومية وخاصة خلال شهر رمضان، حيث يستفيد منها كل أفراد العائلة”.
وشدد بدران على أن “تقديم الكهرباء مجانا في شهر رمضان ليست لغايات تجارية أو دعائية، فهذه الفكرة تشمل المنازل السكنية فقط دون المحال والمؤسسات والشركات التجارية”، مشيرا إلى أنه “مشروع خدماتي محض لوجه الله”.
وأشار إلى أن “الكثيرين ظنوا بداية أن إعلاننا عن هذه التقدمة بمثابة مزحة، ولكنها كانت حقيقة فعلا”، لافتا الى أن “أعدادا كبيرة جدا من السكان في مناطق عملنا في الضاحية قدمت طلبات لتحصل على الكهرباء مجانا في رمضان، ونحن نقوم بالتلبية وتمديد الأسلاك اللازمة مجانا أيضا”.
وأوضح أنه “يمكن للذين حصلوا خلال شهر رمضان على الكهرباء المجانية أن يلغوا اشتراكهم دون أن يدفعوا أي مبلغ مالية، ومن أحب أن يستمر فنحن ملتزمون بتسعيرة البلدية”.
يشار الى أن لبنان يعاني من أزمة في الكهرباء، حيث تشهد بعض المناطق انقطاعًا في الكهرباء لمدة طويلة، بدءًا من العاصمة بيروت التي ينقطع عنها التيار الكهربائي لمدة 3 ساعات يوميا، لترتفع المدة شيئا فشيئا وتصل 14 ساعة في بعض المناطق.
الأناضول