انتقدت الكاتبة الأمريكية جنين دي جيوفاني سياسة الرئيس باراك أوباما المترددة إزاء المجازر المتواصلة في سوريا، وقالت إن المدنيين هناك يتعرضون لإبادة جماعية متواصلة.
وأضافت جيوفاني في مقال لها بصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في 28 مايو, أنه سبق لها الوصول خلسة إلى داريا بريف دمشق في 2012 , وأنها شاهدت بنفسها الفظائع التي يرتكبها نظام بشار الأسد بحق المدنيين، وأن رائحة الموت كانت تزكم الأنوف في كل الأنحاء.
وتابعت أن نظام الأسد منعها فيما بعد من الحصول على تأشيرة كصحفية أمريكية، وأنها تحولت للعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، حيث التقت هناك العديد من شهود العيان, الذين وصفوا لها الكثير عن مآسي التعذيب والاغتصاب والإخفاء القسري والقتل العشوائي بالبراميل بالمتفجرة.
وكشفت جيوفاني أنها جمعت كما هائلا من الأدلة على الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد, والتي تؤكد أنه يمارس الإبادة الجماعية ضد الشعب السوري.
واستطردت الكاتبة الأمريكية, قائلة :” أكبر دليل على هذه الإبادة الجماعية هو أن السوريين يتعرضون للقتل بمعدل شخص واحد في كل 51 دقيقة”.
وانتهت إلى القول :” إن تردد أوباما أتاح الفرصة لنظام بشار الأسد وحلفائه لمواصلة الإبادة الجماعية للسوريين”.
وكان الكاتب الأمريكي مايكل غيرسون, قال أيضا إن المجازر المتواصلة في سوريا منذ أكثر من خمس سنوات, ما كانت لتحدث لولا صمت إدارة الرئيس باراك أوباما.
وأضاف غيرسون في مقال له بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية في 27 مايو, أنه بينما تحدث أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث في سوريا، اكتفت إدارة أوباما بموقف المتفرج.
وتابع ” هذا الموقف يعود إلى أن إدارة أوباما كانت تسعى وراء صفقتين فقط , هما نزع الأسلحة الكيميائية من النظام السوري, وإبرام الاتفاق النووي مع إيران”.
واستطرد الكاتب ” المجازر ستتواصل في سوريا لسنوات أخرى, ما لم تتدخل أمريكا لإيقاف نظام بشار الأسد, الذي اقتراف أبشع الجرائم بحق الشعب السوري”.
وأضاف ” نظام الأسد يستخدم وسائل أخرى أكثر فظاعة من الأسلحة الكيميائية, كالبراميل المتفجرة, لإبادة السوريين”.
وكانت مجلة “نيوزويك” الأمريكية, قالت أيضا إن السر وراء عدم تدخل الرئيس الأمريكي باراك أوباما لوقف مجازر النظام السوري ضد المدنيين, هو إيران.
وأضافت المجلة في مقال لها في 12 مايو أن التدخل الأمريكي بالأزمة السورية كان سيعرض المفاوضات بشأن النووي الإيراني للخطر.
وتابعت ” أوباما ركز على التوصل لاتفاق نووي مع إيران أكثر من الاهتمام بردع نظام بشار الأسد ووقف قتل المدنيين في سوريا”.
ونقلت عن بن رودز نائب مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي, قوله إن التدخل الأمريكي في سوريا ما كان سيجعل الأمور أفضل، وإن تجربة غزو العراق هي دليل على ذلك.
ورفضت المجلة هذا التبرير, قائلة إن فشل التدخل العسكري بالعراق لم يمنع القوات الأمريكية من حماية الإيزيديين بالبلاد، كما لم يمنع إدارة أوباما من إقامة وجود عسكري أمريكي على الأرض لمواجهة تنظيم الدولة بكل من العراق وسوريا.
وخلصت إلى القول إن الصفقة النووية مع إيران وراء صمت أوباما إزاء المجازر بسوريا.
وكانت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية, قالت أيضا إن كثيرين يرون أن اتفاق التهدئة في سوريا, كان خدعة جديدة تهدف للتحضير لحملة روسية إيرانية لتشديد الخناق على مدينة حلب شمالي البلاد.
وأضافت المجلة في مقال لها في 24 إبريل أن قوات إيرانية شوهدت جنوبي حلب، كما لم يسمح نظام بشار الأسد بمرور المساعدات الإنسانية لمئات الآلاف المحاصرين في سوريا بشكل عام.
وتابعت “روسيا قامت بتقليص وإعادة نشر قواتها في سوريا, ولكنها لم تنسحب من البلاد بشكل كامل، بينما لا تزال منظومة صواريخ اس 400 المتطورة في مكانها للدفاع عن قواعدها العسكرية، وكذلك من أجل منع أميركا ودول الجوار السوري من إقامة منطقة حظر طيران في سوريا, دون موافقة من موسكو”.
واستطردت المجلة ” روسيا نشرت أيضا قوات خاصة في سوريا من أجل تحديد أهداف مستقبلية للضربات الجوية الروسية، كما قامت بتحريك طائرات مروحية إلى قواعد في شرقي مدينة حمص وسط البلاد”.
وأشارت إلى أن واشنطن بدأت تتحرك أيضا نحو الموقف الروسي، وأن هناك مؤشرات على التقارب بينهما فيما يتعلق بالأزمة السورية, موضحة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قام بتسليم مسودة دستور إلى وزير الخارجية الأمريكي جون يري مبني على وثائق أعدها خبراء قانونيون مقربون من نظام بشار الأسد.
وتابعت المجلة “مسودة الدستور هذه تتضمن بقاء الأسد في السلطة مع احتمال وجود ثلاثة نواب له”
مركز الشرق العربي