تستعد ولاية سكسونيا السفلى الألمانية للتوسع في تعليم اللغتين العربية والتركية في كافة مدارسها، ضمن مشروع يهدف لتدريس اللغات الأم للتلاميذ ذوي الأصول المهاجرة كلغة اختيارية ثانية أو ثالثة ضمن المناهج الدراسية المعتمدة.
وأعلنت حكومة الولاية -المكونة من ائتلاف الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر- أن هذا المشروع الموجه للتلاميذ من الأصول الأجنبية، يستهدف أيضا إتاحة الفرصة لكل التلاميذ -ومن بينهم التلاميذ الألمان- لتعلم هذه اللغات الأجنبية كمواد دراسية، ضمن المناهج التعليمية الأساسية حتى شهادة الثانوية العامة.
واستندت وزارة التربية في الولاية في قرارها على دراسات علمية مختلفة، أكدت أن إتقان التلاميذ للغاتهم الأم يساعدهم في تعلم وإتقان أي لغة أخرى بشكل أفضل.
حصة لتعليم لغة الضاد كلغة أجنبية ثانية في إحدى مدارس برلين (الجزيرة) |
أهمية كبيرة
وفي تصريح لمجلة فوكوس، قال راينر شولينغ مسؤول التربية في كتلة حزب الخضر بالبرلمان المحلي لولاية سكسونيا السفلى، إن تعلم التلاميذ المهاجرين في ألمانيا للغاتهم الأم من الوالدين غير كاف، ويجعل القدرة اللغوية لهؤلاء التلاميذ في سنواتهم الأولى بالمدارس الابتدائية غير مكتملة، ولهذا فتعلمهم للغاتهم الأم ضمن المناهج الدراسية الأساسية حتى الثانوية العامة يكتسب أهمية كبرى.
ويمثل التوسع في تعليم العربية والتركية بمدارس سكسونيا السفلى استكمالا لمشروع بدأته هذه الولاية في مدارسها، وتطبقه ولايات ألمانية أخرى من بينها هامبورغ وشمال الراين للتلاميذ ذوي الأصول الأجنبية والمهاجرة.
وواجه الإعلان عن هذا المشروع انتقادات من الحزب المسيحي الديمقراطي المعارض في سكسونيا السفلى، وانتقد الحزب ما اعتبره عدم تركيز حكومة الولاية على اندماج التلاميذ المهاجرين، وعدم إعطائها أولوية قصوى لتدريس اللغة الألمانية بدءا من رياض الأطفال.
لكن راينر شولينغ خبير التربية في حزب الخضر -المؤيد للمشروع التربوي- رفض هذه الانتقادات معتبرا أن المشروع الجديد لا يدعم اللغات الأجنبية على حساب لغة البلاد، ورأى “أن من يرى غير هذا له نظرة قصيرة وخاطئة ويخلط الأمور”.
وقال شولينغ إن المشروع الجديد يستهدف التعرف على مناهج الدول الأخرى بتدريس لغاتها، وتسهيل الاعتراف بالمؤهلات التعليمية لهذه الدول، وزيادة تعيين المعلمين من الناطقين باللغات الأجنبية في المدارس الألمانية.
من جانبه أيد الحزب الديمقراطي الحرّ المعارض المشروع الجديد للتوسع بتعليم العربية والتركية في كل مدارس سكسونيا السفلى الحكومية، واعتبر أن هناك حاجة مشروعة لهذا المشروع التربوي استنادا على نظريات علمية تؤكد قدرة التلاميذ من الأصول المهاجرة على تعلم اللغة الألمانية بشكل سريع إذا أتقنوا لغاتهم الأم.