على الرغم من المساوئ الكثيرة التي تحملها وسائل التواصل الاجتماعي إلا أنها الطفل المدلل لدى الجميع الذي لا نستطيع الاستغناء عنه ونتلهف للبقاء معه ,و الذي لا ننام دون احتضانه مساء و نستيقظ معه صباحا .
بدأت هذه الوسائل تصور لنا صورا غريبة تمثل انقساما و تشتت نفسي أصاب الكثيرين , الزوج الذي يعشق زوجته ويكتب على حائطها الفيسبوكي عبارات الغزل (وهو يعيش معها في نفس البيت) فقط ليرى الناس كم هم مثاليون! في حين أنه لا يقل لها هذه الكلمات شخصيا!!
او تصور لنا كيف أن الشخص مؤمن ومسلم مثالي من خلال المنشورات الدينية والأدعية الكثيرة التي يقوم بنشرها ولكن في الواقع هو لا يصلي حتى!
وهكذا باتت مواقع التواصل الاجتماعي مرض خطير يتغلغل في عقولنا ويجعلنا مهمشين بعيدين عن الواقع و أصحاب شخصيات مشتتة بين الواقع و الافتراض .
ولعل المثال الأكبر و الأقرب الذي حدث مؤخرا لهذا الانفصال و التضليل.
حادثة الاغتيال المفبركة للمخرج السوري” محمد بيزيد”
فزوجته “سماح صافي” كانت تظهر للجميع عبر حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي كم هم عائلة مثالية ويعيشان حياة زوجية رائعة جدا وكانت تروج للشهرة فما أن كشف الناس الحقيقة و عرف تضليلهما حذفت حساباتها على السوشل ميديا و هربت !!
لماذا نسعى للشهرة والبهرجة واظهار المثالية على مواقع التواصل الاجتماعي بينما قلوبنا مكسورة ونفسياتنا مهزوزة ؟!!
لماذا تكتب الزوجة لزوجها بوست على الفيس بوك بينما يمكنها بسهولة قوله له وجها لوجه ؟!!
ما لذي يدفع فتاة لتصوير هدية زوجها لها ؟!!
ما لذي يدفعنا لنكتب دعاءنا لله و نبالغ به علنا ؟
لماذا لا نقوله لله وحده ؟!!
هل الغاية أن يقولوا الناس آمين ؟
أظن أن الآمين لا تجدي نفعا إذا كنا نقرأ بعيوننا بدون الابتهال والدعاء القلبي لله.
المركز الصحفي السوري