استقبل وزير الاقتصاد والصناعة في الحكومة السورية الجديدة، الدكتور محمد نضال الشعار، نظيره التركي وزير التجارة عمر بولاط، اليوم الأربعاء، في مطار دمشق الدولي، في زيارة رسمية ، تهدف إلى بحث آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، ضمن مساعي دمشق لتعزيز شراكات إقليمية تدعم انتعاش الاقتصاد بعد سنوات من الحرب والعزلة.
وجاءت الزيارة في إطار تحول نوعي تشهده العلاقات السورية-التركية، حيث أكد الجانبان خلال اللقاء على أهمية تعزيز التبادل التجاري وفتح الأسواق أمام المنتجات السورية، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمارات التركية المباشرة في قطاعات حيوية كالزراعة والطاقة والصناعة، وفق رؤية تهدف إلى إعادة بناء الاقتصاد السوري.
من جهته، أعرب سابقاً الوزير التركي عن التزام بلاده بدعم مسيرة التعافي في سوريا، مشيراً إلى أن “تركيا شريك أساسي في الحركة التجارية الإقليمية، وتمتلك خبرات وقدرات ستساهم في دعم الاقتصاد السوري”. كما لفت إلى الدور التاريخي لتركيا في استضافة ملايين اللاجئين السوريين، ودعم النشاط الاقتصادي في مناطق شمال سوريا خلال السنوات الماضية.
وتأتي هذه الخطوة تتويجاً لمسار دبلوماسي اقتصادي بين البلدين، تتبناه الحكومة السورية الجديدة كجزء من استراتيجية لإنهاء العزلة الدولية وإطلاق شراكات إقليمية فاعلة. ويرى مراقبون أن الزيارة قد تمهد لتوقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية مستقبلية، تعكس رغبة الطرفين في طي صفحة الماضي وبناء علاقات متوازنة تصب في مصلحة الشعبين الجارين.
يذكر أن الاقتصاد التركي يُعد أحد أبرز الشركاء التجاريين لسوريا قبل الأزمة، فيما تُعوّل دمشق اليوم على الدور أنقرة في كسر الحصار الاقتصادي، لا سيما مع حاجة سوريا الملحة لإعادة إعمار البنى التحتية وتأمين موارد مالية تدعم استقرارها.