هدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أي قوة تريد التدخل في بلاده لقتال تنظيم الدولة الإسلامية بـ”مصير قاتم”، معتبرا أي تدخل دون إذن من النظام السوري سيعتبر عدوانا على سوريا.
وكان المعلم يعلق على ما يبدو على تصريحات صادرة عن المملكة العربية السعودية تؤكد استعداد قواتها المسلحة للمشاركة في حرب برية في سوريا لقتال الدولة الإسلامية إذا قرر التحالف الدولي دعم مثل هذه الخطوة.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي في دمشق السبت إن أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة عدوان المعتدون سيعودون إلى بلدهم في صناديق خشبية.
وقال المعلم ان “أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة السورية هو عدوان، والعدوان يرتب مقاومته التي تصبح واجبا على كل مواطن سوري”.
واضاف “لا احد يفكر في الاعتداء على سوريا او انتهاك سيادتها لاننا سنعيد من يعتدي على سوريا بصناديق خشبية سواء كان تركيا سعوديا، او كائنا من يكون”.
وراجت أخبار أن تركيا والبحرين مستعدتان لمساندة التحرك السعودي إذا ما تم وإرسال قوات برية الى سوريا.
وشدد على ان “من يريد ان يكون ارهابيا ويشارك الارهابيين في العدوان على سوريا سيكون نصيبه ذلك”.
وتساءل المعلم “ماذا فعلت السعودية في اليمن وهل أفلحت ؟.. لقد دمرت ولم تبق حجرا على حجر”.
وفيما اتهم المعلم السعودية بـ”تنفيذ إرادة أميركية”، أضاف قائلا “أستبعد أن يشاركوا (السعودية) بما يقولون عنه بقوات برية، ولكن في ذات الوقت أراجع قراراتهم المجنونة التي اتخذت ليس ضد اليمن فقط، بل في مناطق أخرى ولذلك لا شيء مستبعدا”.
ومساء الخميس اعلن المتحدث باسم التحالف العربي الذي تقوده السعودية ويشن عملية عسكرية في اليمن ان الرياض مستعدة للمشاركة في اي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.
وقال العميد احمد عسيري “اذا كان التحالف يرغب في اطلاق عملية برية فسنساهم ايجابيا في ذلك”.
كذلك اعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس ان لديها “اسبابا جدية” تحمل على الاعتقاد بان انقرة تعد “لتدخل عسكري” في سوريا.
الى ذلك اكد المعلم ان “انجازاتنا الميدانية تؤكد اننا سائرون باتجاه نهاية الازمة”.
واستعاد الجيش السوري الذي قطع الاربعاء طريق الامداد الرئيسية على مقاتلي المعارضة في حلب، المبادرة محققا تقدما هو الابرز منذ بدء الحملة الجوية الروسية في 30 ايلول/سبتمبر.
وتقدمت قوات النظام، بعد مواجهة صعوبات كثيرة اثر سلسلة من الانتكاسات المريرة منذ اذار/مارس 2015، في محافظات اللاذقية (شمال غرب) وحلب (شمال) ودرعا (جنوب) منذ دخول القاذفات والمقاتلات والمروحيات الروسية ميدان المعارك.
وشدد المعلم على أن سوريا ذهبت إلى حوار سوري سوري في جنيف دون أي شروط مسبقة، مؤكدا في نفس الوقت أنها لن تنفذ أي شروط مسبقة.
وأشار المعلم إلى أنه يجب مشاركة وفد ما أسماه “معارضة الداخل” في المفاوضات ووصفها بـ”الوطنية”، رافضاً تنفيذ أي شرط مسبق قبل بدء الحوار.
وأردف بالقول “على الجميع أن يعلموا، وفي مقدمتهم (ستيفان) دي ميستورا (المبعوث الأممي لسوريا)، أن سورية تذهب إلى حوار سوري سوري دون أي شروط مسبقة، ولن تنفذ أي شرط مسبق لأي جهة كانت”.
واعتبر المعلم أن وفد المعارضة السورية، “قرر الانسحاب من الحوار، بعد إنجازات الجيش السوري”، مشيراً أن “كل من يتحدث عن ضمانات قبل الحوار فهو واهم”، وفق تعبيره.
وتساءل “انطلاقا من مبدأ هل الحلّ السياسي سينهي القتل قي سوريا، سينهي الارهاب في سوريا؟ لا اعتقد”، مضيفا ان “الحل السياسي قد يساعد لكن انهاء القتل في سوريا لا يتم الا بهزيمة داعش والنصرة والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة”.
وبعد ستة ايام من المحادثات بين النظام السوري والمعارضة، والكثير من المماطلة والتاجيل، اعلن موفد الامم المتحدة ستافان دي ميستورا الاربعاء تعليق مفاوضات السلام السورية المتعثرة في جنيف ثلاثة اسابيع.
وأشار المعلم إلى أنه سيكون من الصعب أو المستحيل تطبيق وقف إطلاق النار قبل ضبط الحدود مع تركيا والأردن والاتفاق على قائمة بأسماء الجماعات “الإرهابية” التي تنشط في سوريا.
وفي مؤتمر صحفي بثه التلفزيون السوري قال المعلم إنه ينقل عن نظيره الروسي سيرجي لافروف قوله إنه “لا يمكن وقف إطلاق النار قبل ضبط الحدود مع تركيا والأردن وقبل التوافق على لوائح المنظمات الإرهابية فمن الصعب تحقيق ذلك.”
وتلقت جماعات معارضة مقاتلة تحارب الرئيس السوري بشار الأسد إمدادات من تركيا والأردن.
في الاثناء، أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من الأنباء الواردة من سوريا حول موجة النزوح الجديدة البلاد، في ظل تصاعد الغارات الروسية على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية وتضم مدنيين.
وشدد خريستوس ستيليانيدس المسؤول عن المساعدات الإنسانية وإدراة الأزمات في المفوضية الأوروبية السبت على ضرورة وقف الحرب، ورفع الحصار عن المناطق المحاصرة، والعمل على إيجاد حل سياسي في سوريا.
ودعا ستيليانيدس جميع الأطراف في سوريا إلى “التعقل وحماية المدنيين، وإرسال مساعدات إنسانية للمحتاجين تحت رعاية المنظمات الدولية”.
وأضاف المسؤول الأوروبي، أن نحو 15 ألف شخص نزوحوا، مؤخرا، من مناطقهم في حلب (شمال) نحو الحدود التركية، جراء احتدام المعارك، إضافة إلى حركة نزوح في محافظة درعا جنوبي البلاد.
وأردف قائلا إن “العلميات العسكرية، تعيق بشكل كبير عمليات الإغاثة، فضلا عن حرمان الكثيرين من الدعم الطبي والغذائي، داخل سوريا”.
وتقول أنقرة إن هناك نحو 10 آلاف لاجئ جديد ينتظرون عند الحدود للدخول إلى تركيا، بسبب الغارات الجوية على حلب، وهناك من 60 إلى 70 ألف شخص يفرّون من مخيمات شمالي حلب، باتجاه الأراضي التركية، كما ينتظر 300 ألف شخص في حلب، من أجل العبور إلى تركيا.
ميدل ايست أونلاين