فشل نتنياهو وجيشه العرمرم في جرّ الأهالي الفلسطينيين إلى العنف، بعد اندلاع الأزمة في الحرم القدسي منذ أكثر من أسبوعين، حيث أصيب 225 فلسطينياً بجروح جراء قمع قوات الاحتلال للمتظاهرين في عدّة مناطق من الضفة الغربية وضواحي القدس المحتلة.
وافقت المرجعيات الدينية في مدينة القدس، الخميس 27 يوليو/تموز 2017، على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، بعد رفع السلطات الإسرائيلية لكافة التدابير التي كانت قد وضعتها على مداخله، غير أن الاحتلال أراد أن يحطم فرحة الأهالي بإطلاقه الرصاص الحيّ والمعدني وقنابل الغاز عند مدخل بيت لحم الشمالي وحاجز الهواره جنوب نابلس مدخل رام الله الشمالي وعدّة محاور في الضفة الغربية، ما أدى لإصابة العشرات.
تلك التطورات جاءت بعد إزالة الجسور والممرات التي وضعتها قوات الاحتلال بغرض تركيب “كاميرات ذكية” عليها في مداخل المسجد الأقصى المبارك من جهة باب الأسباط.
حُرم الرجال دون الخمسين من الدخول لأداء أول صلاة جمعة بعد أسبوعين من المنع، وبالطبع خضع المئات للتفتيش الدقيق والمفروض من قبل سلطات الاحتلال.
بعد أن شنت سلطات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة شملت 290 من المقدسيين وجزء من الداخل الفلسطيني، يبقى الأصعب كيفية تحريرهم وإعادة من أبعد منهم.
أما ما يخشاه الأهل في فلسطين منذ سنوات وحتى الآن أن تكون سلطة الاحتلال قد عبثت بحفريات تحت الأرض، كون ذلك ليس غريباً عليها حين حفروا أسفل المسجد الأقصى أنفاق.
على الرغم من أن وحدة الفلسطينيين والتزامهم بقرارهم الميداني أفشل مخططات المحتل بجرهم إلى مربع العنف الذي أراده لهم، ومع أنهم عاشوا الخوف وثبتوا أمام إرادة أعادت لهم مسجدهم الأقصى بعزة وكرامة، إلا أن فرحتهم تبقى منقوصة بسقوط الشهداء كان آخرهم الشاب الذي قتلته سلطة الاحتلال جنوبي الخليل بزعم محاولة طعن جنود وشهيد آخر سقط وسط قطاع غزة.
سبقت استعادة الوحدة التي حققت الحرية مسيرات جماعية، حيث كانت حركة حماس قد نظمت مسيرة جماعية شمال غزّة؛ نصرة للمسجد الأقصى وتضامناً مع المرابطين في ساحاته، حيث ردّد المشاركون بالمسيرة هتافات تنادي لحماية المسجد وتوحيد الصف الفلسطيني وطالبوا أيضاً دولاً عربية وإسلامية بتحمل مسؤوليتها اتجاه انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للمقدسات الإسلامية.
ناهيك أيضاً عن مطالبة الأردنيين حكومة بلادهم بإغلاق السفارة الإسرائيلية في عمان وإلغاء معاهدة السلام، ضمن دفعة احتجاجات نظمت بالقرب من السفارة الإسرائيلية في عمان، عداك عن مسيرة حاشدة شرق العاصمة تحت عنوان “كلنا للأقصى فداء”.
بعد وحدة الصف وعودة الصلاة لحضن الأقصى واضطرار نتنياهو لفتح أبواب المسجد هل هي بداية لإفشال مخططات إسرائيلية؟؟.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد