تواجه الثروة الحيوانية ظروفا قاسية من الممكن أن نعتبرها بالقساوة نفسها التي يواجها الإنسان في المناطق المحررة في سوريا، فالقصف الجوي والحصار وغلاء الأسعار أيضا يواجها، بالإضافة لكثير من الأمراض التي تصاب بها دون وجود دواء مناسب لها.
معظم الأرقام التي نشرتها وسائل الإعلام الموالية للنظام عن خسائره تبقى مبدئية رغم ضخامتها التي قدرت خلال العام الماضي فقط، بنحو 20 مليار ليرة أي حوالي 90 ألف دولار.
ووفق ما ذكرت مديرية زراعة دمشق وريفها، أن الخسائر دفعت وزارة الزراعة إلى الحد منها ومن آثارها على المربين إذ أوضح معاون وزير الزراعة “أحمد قاديش” خلال العام الماضي لصحيفة الوطن الموالية للنظام:” أن الوزارة بدأت العمل على تشكيل فريق لتطوير الثروة الحيوانية في سورية، ورصد ميزانية بمقدار 73.13 مليون دولار لهذا المشروع”، وحتى اللحظة تبقى وعوداً لا أساس لها من الصحة.
وأثرت الأزمة الاقتصادية على أسعار الأعلاف، فوصل كيلو الشعير لـ 115 ل.س، في حين كان سعرها قبل الأزمة 15 ل. س، تاجر الأعلاف “سالم” من كفرنبل، يقول:” إن أغلب الأعلاف نُحضرها من مناطق النظام إلى المناطق المحررة، وهي مكلفة؛ بسبب غلاء أسعار المحروقات وأجار النقل المكلفة، فقد بلغت كلفة كيس العلف المركب بوزن 50 كيلو “60” ألف ليرة، وهذا يكفي لإطعام البقرة الواحدة 5 أيام فقط”.
كما لم تنجُ الحيوانات في المناطق المحررة من آثار القصف بالقذائف والطيران الحربي، “ناصر زعتور” طبيب بيطري قال نقلا عن قناة “الآن” :” هناك حالات إجهاض عديدة سجلت للأبقار في قرى جبل الزاوية وريف إدلب بسبب تأثر تلك الأبقار بالبراميل المتفجرة وأصوات الانفجارات، وكذلك الأمر بالنسبة للأغنام، حيث تعرضت للقصف والقتل المباشر”.
وخسر ريف إدلب في العامين الماضيين أكثر من 1500 رأس غنم كانت تلك الخسارة ناتجة عن نفوق سببه المباشر القصف الجوي والمدفعي، ففي منتصف العام الماضي استهدف الطيران الروسي سوقا للأغنام وقتل وجرح العديد منها.
تأمين الدواء للأغنام من إحدى المشاكل التي تواجه مربي الماشية، فأسعار تلك الدوية ارتفعت بشكل كبير، يؤكد “عفيف” وهو تاجر أدوية للمواشي بقوله:” هناك تجار مختصون يحضرون الدواء من أماكن النظام إلى المناطق المحررة أما فيما يتعلق بلقاحات الأبقار فهي متوفرة ولكن بأسعار باهظة فمثلا لقاح رأس الغنم الواحد سعره 1500ل. س، وهناك انقطاع في بعض مواد التلقيح كالسائل الآزوتي وهو ضروري لعملية تلقيح الأبقار، وإن وجد فهو بأسعار باهظة جدا”.
من المشاكل الأخرى التي تواجه المواشي، تهريب الأبقار من المناطق الحدودية لتركيا، هذا يؤدي إلى ارتفاع أسعارها في المناطق المحررة، فكثير من المزارعين الأتراك يرغبون بالأبقار السورية وذلك لرغبة الأتراك في تحسين سلاله الأبقار عندهم.
أما في السوق اعتبر المواطن السوري في ظل الغلاء الفاحش للّحوم الحمراء من الكماليات، وقد يتم الاستغناء عنها بشكل كامل لدى كثير من الأسر، والاعتماد على المأكولات النباتية أو الخالية من اللحوم الحمراء.
المركز الصحفي السوري – أماني العلي