– حذر مسؤولون أميركيون من أن قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بإرسال قوات خاصة إلى سوريا قد لا يحقق الهدف منها، خاصة أنها ستكون معرضة للخطر رغم التنسيق الذي يتم بشأنها مع روسيا، ما يعكس حالة من الإرباك واللعب بالنار في استراتيجية إدارة أوباما للحاق بالدور الروسي.
يأتي هذا في ظل تمسك دول عربية مؤثرة بأن خروج لقاء فيينا الأخير دون نتائج لا يعني التسليم ببقاء الرئيس السوري بشار الأسد، فضلا عن مطالبة إيران بسحب جنودها وخبرائها العسكريين والميليشيات التابعة لها في سوريا.
واعتبر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر إن قرار إرسال قوات خاصة أميركية إلى سوريا سيعرضها للخطر دون شك، ولم يستبعد إمكانية إرسال المزيد من القوات الخاصة لسوريا إذا حقق الانتشار الأولي نجاحا.
لكن مراقبين قالوا إن التأكيدات الأميركية على أن هذه القوات المحدودة سيكون دورها فقط مواجهة داعش، لا يسقط مخاوف الأميركيين من أنها ربما تضطر إلى الاشتباك مع الروس أو الإيرانيين أو قوات الأسد، ما قد يؤدي إلى توتر غير محسوب العواقب، خاصة أنها تتحرك في حقل عسكري تتداخل فيه أطراف كثيرة.
وتلوّح أميركا بالاستمرار في دعم المعارضة السورية المعتدلة وسط تقارير عن حصول مجموعات منها على صواريخ تاو التي قد يتم استعمالها ضد الروس وحلفائهم، ويوسع دائرة الريبة بين موسكو وواشنطن.
وكان السيناتور ليندسي غراهام، أحد مرشحي الحزب الجمهوري للرئاسة الأميركية، هاجم سياسة أوباما في سوريا، معتبرا أنها “سياسة صفقات سياسية على حساب معاناة الشعوب” في إشارة إلى تخلي البيت الأبيض عن تدريب مقاتلين سوريين بسبب وجود روسيا وإيران وحزب الله إلى جانب الرئيس الأسد.
وأمام العجز عن إدارة الصراع بشكل متكافئ في سوريا، أثارت زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى آسيا الوسطى، وهي دول مصنفة كفناء خلفي لروسيا، الكثير من التساؤلات، فهل إن إدارة أوباما تخطط لتشتيت تركيز القوات الروسية، أم هي مجرد مناورة لتخفيف النقد الموجه لاستراتيجيتها في الداخل الأميركي.
الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة لـ”العرب”: زيارة بن علوي لدمشق لا تعكس خلافا في الموقف العربي
ويتخوف الأميركيون من أن تعيد هذه الخطوة أجواء الخلاف مع الروس إلى مرحلة الحرب الباردة، ما قد يضطر البيت الأبيض إلى التورط في أزمات جديدة لم تعد واشنطن قادرة على إدارتها بعد الفشل في أفغانستان والعراق.
ولم يبق أمام الأميركيين غير مجاراة الدور الروسي في ترتيب الملف السوري، مع تحذيرات تعكس حالة العجز وانعدام المبادرة من أن سوريا قد تتحول إلى أفغانستان جديدة، وهو ما عبر عنه أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأميركي أمس حين قال إن تدخل روسيا في الصراع السوري سيعود عليها بعواقب غير متوقعة تجرها إلى مستنقع وتنفّر منها المسلمين السنة في أنحاء المنطقة.
وفي مقابل العجز الأميركي، تتمسك الدول العربية بصياغة موقف موحد يرفض سياسة إبقاء الأسد كأمر واقع، وهو ما أشار إليه وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة في تصريح خاص بـ”العرب” على هامش منتدى حوار المنامة.
ونفى الوزير البحريني أن يكون هناك أيّ تباين في الآراء الخليجية حول سوريا، معتبراً أن زيارة وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي إلى سوريا لا تدخل في باب التباين في الآراء.
من جهته، كشف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن أن “نقاط الخلاف في اجتماع فيينا تمثلت في توقيت رحيل بشار الأسد، وانسحاب القوات الأجنبية الموجودة في سوريا خاصة القوات الإيرانية”فضلا عن ميليشيا حزب الله، معتبراً أنه قد تم تحقيق بعض التقدم خلال اجتماع فيينا ولكنه ليس كافياً، لذلك سيتم عقد اجتماع آخر في غضون أسبوعين لمناقشة نقطتي الخلاف.
وقال، خلال جلسة بعنوان “المنطقة في ظل المفاوضات النووية” على هامش مشاركته في منتدى حوار المنامة، إن سوريا تتطلب تغييراً دون أيّ دور للأسد في المستقبل.
وأكد الجبير أن السياسة السعودية لم تتغير تجاه سوريا، مضيفاً “يجب أن يغادر الأسد لأنه كلما كان رحيله أقرب استطعنا الإسراع في إعادة بناء سوريا، ونود أن نتفادى الفراغ في البلد من خلال وجود مجلس انتقالي ممثل للفئات السورية كلها يضم المعارضة والطبقة الحاكمة الحالية لتسهيل العملية الانتقالية”.
وأردف أن الخيارات المتاحة في حال عدم مغادرة الأسد هي دعم المعارضة المعتدلة ومنحها المزيد من الأسلحة.