أفاد مصدر في الخارجية الأميركية للجزيرة بأن الوزارة ستشرف على تسيير شؤون القنصلية الروسية في مدينة سان فرانسيسكو وملحقيتين تجاريتين في واشنطن ونيويورك، بينما قالت روسيا إن واشنطن تعتزم تفتيش القنصلية الروسية، متهمة السلطات الأميركية بتهديد أمن مواطنين روس وانتهاك حصانة دبلوماسييها.
وقال مراسل الجزيرة في واشنطن ناصر الحسيني إن السلطات الأمنية الأميركية لا تعتزم اقتحام أي منشآت دبلوماسية روسية، مضيفا أن الخارجية الأميركية أصدرت الجمعة بيانا قالت فيه إنه لن يسمح لروسيا باستخدام المباني التي ستغلق، ولن يسمح للموظفين الروس بدخولها إلا بإذن من الوزارة التي ستشرف على سير تلك المنشآت.
وكانت الخارجية الأميركية طلبت من روسيا الخميس إغلاق قنصليتها في مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا غربي أميركا وملحقات دبلوماسية أخرى في واشنطن ونيويورك.
وعزت الوزارة طلبها ذلك إلى لجوء موسكو في وقت سابق إلى خفض البعثة الدبلوماسية الأميركية في روسيا بأكثر من 750 موظفا، على أن يسري القرار مع بداية الشهر الجاري، وذلك ردا على إقرار واشنطن عقوبات اقتصادية جديدة على موسكو على خلفية اتهامها بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
سحب دخان
وشوهدت سحب دخان تنبعث من مقر القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن الدبلوماسيين الروس كانوا يتخلصون من وثائق بحرقها قبل إغلاق مقر القنصلية بحلول السبت امتثالا لقرار أميركي. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن الدبلوماسيين الروس رفضوا دخول المطافئ إلى مقر القنصلية بزعم أنه إنذار حريق كاذب.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة إن موسكو سترد بقوة على قرار الولايات المتحدة إغلاق قنصليتها في سان فرانسيسكو وملحقيات دبلوماسية أخرى في واشنطن ونيويورك. وأضاف لافروف أن بلاده لا تبحث عن خلافات مع واشنطن، ولكنها سترد بشدة على أي خطوات أميركية تضر بمصالح روسيا.
وانتقد وزير الخارجية الروسي منح واشنطن يومين فقط من أجل إخلاء مقر البعثات الدبلوماسية الروسية التي قررت إغلاقها، في حين منحتها بلاده وقتا لتقليص عدد أفراد بعثتها الدبلوماسية. وقد بحث لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على عمل البعثة الدبلوماسية الروسية في الولايات المتحدة.
تفتيش القنصلية
وأعلنت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن أجهزة الأمن الأميركية تعتزم إجراء تفتيش في القنصلية العامة الروسية بسان فرانسيسكو السبت، وفي الشقق السكنية للدبلوماسيين وموظفي السفارة.
وأضافت زاخاروفا أن التفتيش يشمل الموظفين الذين يتمتعون بحصانة وعائلاتهم -بمن فيها الأطفال- مدة تستغرق من 10 إلى 12 ساعة، مشيرة إلى أنه يدور حديث عن اقتحام القنصلية ومساكن الدبلوماسيين بل وطردهم لكي لا يزعجوا وكلاء مكتب التحقيقات الاتحادي (أف.بي.آي).
وقال مدير مكتب الجزيرة بموسكو زاور شوج إن الروس يرون أن ما يجري في أميركا تجاه بلادهم هو صراع قوى داخلي، إذ توجد قوى داخل الكونغرس الأميركي بالدرجة الأولى لا تريد تطور العلاقات الأميركية الروسية، وذلك بعدما وعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إبان حملته الانتخابية العام الماضي بتحسين العلاقة مع موسكو.
وأشار شوج إلى أن السفير الروسي الجديد بواشنطن أناتولي أنطونوف قال إن بلاده لن تنجر وراء الهستيريا السياسية التي تجري في أميركا، وأضاف أن الأزمة الدبلوماسية جزء من أزمة عامة عنوانها توتر العلاقات الروسية الأميركية نتيجة الأزمة الأوكرانية والوضع في جورجيا والأزمة السورية.
صدى الشام