نجحت جهود روسيا في إقناع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بتوسيع قائمة ممثلي المعارضة المدعوين إلى مفاوضات جنيف المقرر انطلاقها الجمعة لتضم معارضين من خارج الوفد الذي شكلته الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن اجتماع الرياض والمدعومة من السعودية.
وقال مصدر في المعارضة السورية القريبة من الرياض لـ”العرب” إن دي ميستورا أرسل الدعوات إلى وفدين، أحدهما يتكون من 15 شخصا ويمثل مؤتمر الرياض، والآخر مكون من 12 شخصا للحضور كـ”مستشارين” له.
وسيضم الوفد الثاني رندا قسيس وهيثم مناع وصالح مسلم وإلهام أحمد وقدري جميل وآخرين.
لكن هيثم مناع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، وهو تحالف عربي كردي معارض ينشط في شمال سوريا خاصة، قال لـ”العرب” إنه عضو في “وفد سوريا الديمقراطية وهو واحد من وفدين، وليس صحيحا أننا مستشارون للمبعوث الأممي، نحن في جنيف للتفاوض مع النظام وليس التفاوض مع المعارضة”.
واعترضت موسكو على اقتصار تمثيل المعارضة على الوفد الذي شكلته الهيئة العليا للمفاوضات مطالبة بتوسيع التمثيل ليشمل قوى وشخصيات معارضة أخرى وعلى رأسها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي لم يعلن حتى الآن عن تلقيه دعوة.
ويبدو أن أفكار موسكو هي التي تم اعتمادها كأرضية للمفاوضات خاصة في ظل نجاح الطيران الروسي في تغيير الوضع الميداني لصالح القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
وتدعم المسار الحالي تسريبات اتهمت واشنطن بالضغط على أعضاء مؤتمر الرياض للقبول بالحضور إلى جنيف دون شروط مسبقة، وهو ما يعني أنها سلمت الملف السوري إلى موسكو بالكامل.
لكن المبعوث الأميركي الخاص لسوريا مايكل راتني نفى أن تكون بلاده قد تبنت الموقف الإيراني أو الروسي الداعم لجهات أخرى من المعارضة.
وقال في بيان حصلت “العرب” على نسخة منه إن الولايات المتحدة تعتقد أن وفد الهيئة العليا ينبغي أن يكون هو وفد المعارضة الموكل بالتفاوض في جنيف”.
وفي مسعى لتبرئة بلاده من هذه التغييرات، اعتبر وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس أن “مجموعة الرياض هي الجهة الممثلة” للمعارضة، لافتا إلى أن هناك “مسائل صعبة جدا لا يزال ينبغي تسويتها” حول تشكيلة الوفود وجدول أعمال المفاوضات السورية.
وترك الوزير الفرنسي الباب مواربا أمام المناورة، وخاصة في ظل معرفته بتمسك روسيا بمشاركة الأكراد. وقال إن “الدبلوماسية حاذقة بما يكفي لكي نقبل بوجود وفود رسمية، مع إمكانية استشارة آخرين ليسوا مفاوضين مباشرين”.
وتمثل مشاركة الأكراد معضلة أمام استكمال المفاوضات، إذ لم يكن أبرز ممثليهم، وهو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ممثلا في مؤتمر الرياض وفي الوفد الذي شكلته المعارضة. وتؤكد موسكو أن عدم مشاركة هذا الحزب في المفاوضات لن يؤدي بها إلى أي نتيجة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء في موسكو أن المفاوضات لا يمكن أن “تحقق نتائج” ما لم تتم دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي برئاسة صالح مسلم، أبرز حزب كردي في سوريا.
وأشار نص الدعوة التي وجهها دي ميستورا للأطراف إلى أن المفاوضات ستبدأ في جنيف اعتبارا من 29 يناير (الجمعة) في شكل اجتماعات منفصلة وبشكل غير مباشر.
العرب