عبرت الولايات المتحدة عن خشيتها من أن تكون موسكو طمست آثار الهجوم الكيميائي على مدينة
دوما السورية، وه ما نفته روسيا التي تبادلت والدول الغربية اتهامات بشأن تعطل مهمة بعثة التحقيق التي يفترض أن تبدأ اليوم الاثنين عملها في منطقة الهجوم الخاضعة حاليا للقوات الروسية.
فقد قال ممثل واشنطن لدى
منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كنيث وارد -خلال اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة اليوم في لاهاي- إن لديه مخاوف من تلاعب روسي بالأدلة على الهجوم الذي وقع السبت قبل الماضي وأسفر عن مقتل ما يصل إلى سبعين شخصا. وأضاف وارد أن الروس ربما زاروا موقع الهجوم وعبثوا به لإحباط أي تحقيق فعال يمكن أن يقوم به المفتشون الدوليون.
وتابع أن على أعضاء المنظمة إدانة الحكومة السورية لاستخدامها الإرهاب الكيميائي، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن مثل هذه الهجمات الكيميائية. لكن وزير الخارجية الروسي
سيرغي لافروف قال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية إن روسيا لم تفسد موقع الهجوم الذي تنكر موسكو ودمشق وقوعه.
من جهته، أكد ممثل بريطانيا بيتر ويلسون أنه لم يُسمح بعد لمفتشي المنظمة بدخول مدينة دوما التي كان مقررا أن يزوروها اليوم. وسارع سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي لنفي التصريحات البريطانية عن تعطيل مهمة المفتشين، في وقت قال فيه دبلوماسي روسي كبير إن دخول المفتشين إلى دوما يستدعي “ترخيصا” من الأمم المتحدة.
كما قالت موسكو إن آثار الضربة العسكرية الغربية على سوريا تعيق دخول البعثة، وإن الأمانة الفنية الأممية لم تسمح بعد بتوجه المفتشين لمكان الهجوم الكيميائي. بدوره، رد ممثل روسيا في اجتماع لاهاي باتهام واشنطن بعرقلة عمل خبراء المنظمة قبل وصولهم إلى دوما.
من جهتها قالت السفارة الروسية بلاهاي -في بيان- إن موسكو تؤكد التزامها ضمان سلامة وأمن البعثة ولن تتدخل في عملها. واعتبرت أن الضربات العسكرية الأميركية البريطانية الفرنسية على مواقع يشتبه بأنها لإنتاج أسلحة كيميائية استهدفت تقويض مصداقية عمل بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
بعثة التحقيق
وفي وقت سابق، أفادت مواقع موالية للنظام السوري بأن فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيبدأ عمله اليوم في مدينة دوما. وكانت المنظمة قالت إن بعثتها ستزور موقع الهجوم في دوما لفترة وجيزة إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك.
وبعد وصول البعثة الدولية إلى دمشق، التقى فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري أفرادا منها لمدة ثلاث ساعات بحضور ضباط روس ومسؤول أمني سوري بارز. وأشار المقداد في تصريحات له اليوم إلى أن بعثة المفتشين موجودة في دمشق منذ ثلاثة أيام.
وخلال اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، قال ممثل فرنسا إن الأولوية لمساعدة المنظمة على إنجاز تفكيك البرنامج الكيميائي السوري. من جانبه دعا الاتحاد الأوروبي روسيا وإيران إلى المساعدة في منع استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.
وعقب قصف دوما بالغازات السامة، بدأ خروج مسلحي فصيل جيش الإسلام ومدنيين من دوما لتعلن روسيا بعد ذلك نشر وحدات من شرطتها العسكرية في المدينة.
وفي نفس الوقت، قالت موسكو إن تحقيقات خاصة بها أظهرت عدم تعرض دوما للقصف بسلاح كيميائي، في وقت حملت واشنطن وباريس ولندن النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيميائي مؤكدة أن لديها أدلة على ذلك.