قال كاتب أميركي إن استهداف أميركا لحزب الله اللبناني في سوريا سيكون أمرا صائبا يعود بفوائد كثيرة على واشنطن. إذ إنه يريح الأصدقاء ويشجعهم، ويقلق الأعداء، ويجدد التزام أميركا بمكافحة “الإرهاب” مهما كان نوعه، ويجدد تعهد أميركا بمحاسبة حزب الله، ويعجّل بنهاية الحرب الأهلية السورية، ويجعل التوصل لاتفاق سياسي أمرا ممكنا.
وأوضح مدير برنامج إدارة الصراع بمدرسة جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة البروفيسور دانييل سيرور أن الوضع العسكري في سوريا تحول خلال العام الماضي ضد المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، والسبب الرئيسي لذلك هو التدخل العسكري الروسي وأن الانقلاب الفاشل في تركيا أضعف قدرات حليف مهم لأميركا، موضحا أنه من دون إعادة بعض التوازن الآن لصالح المعارضة السورية فإن احتمالات حدوث تحول سياسي مُرضٍ في سوريا ضئيلة.
“الإرهاب” الشيعي
وأشار سيرور في مقاله الذي نشرته واشنطن بوست اليوم إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ظل يركز على مكافحة “الإرهاب” في سوريا مقتصرا على الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية والتنظيمات التابعة لتنظيم القاعدة، في حين هناك تنظيم “إرهابي” شيعي في سوريا يجب أن تستهدفه واشنطن أيضا، وهو حزب الله اللبناني.
وقال إن قوات حزب الله خصوصا ظلت فعالة على طول الحدود اللبنانية السورية، الأمر الذي منحها عمقا إستراتيجيا وخطوط إمداد، كما تعتبر هذه القوات العامل الرئيسي في التوازن العسكري بسوريا.
مواقف تفاوضية
وتابع سيرور أن التقدم الميداني الذي أحرزته قوات الرئيس السوري بشار الأسد بدعم من حلفائه وعلى رأسهم حزب الله وروسيا وإيران هو الذي عزز الموقف التفاوضي للنظام السوري وعطّل سعي الأمم المتحدة للتوصل لحل سياسي.
وأكد الكاتب أن تغيرا في الميزان العسكري ضروري لإنهاء الحرب الأهلية بسوريا، الأمر الذي تقول واشنطن إنها ترغب فيه، لكن أوباما ظل يرفض باستمرار الذهاب للحرب ضد سوريا وإيران أو روسيا، وحتى إذا أراد فمن المشكوك فيه أنه يتمتع بتفويض لذلك من الكونغرس، لكن حزب الله ليس تنظيما حكوميا، بل هو مصنف من قبل أميركا منظمة إرهابية، وكثير من الجمهوريين والديمقراطيين سيشيدون بحرب ضده.
إنذار أميركي
وذكر أن بإمكان واشنطن إبلاغ طهران وموسكو وبيروت أن حزب الله يجب أن ينسحب من سوريا قبل نهاية تاريخ محدد، أو أن الولايات المتحدة ستستهدف أي قوات له تهاجم قوات المعارضة السورية المدعومة من أميركا، وإذا لم ينسحب فعلى واشنطن أن تستعد لمهاجمته فور انتهاء تاريخ الإنذار.
وقال سيرور إن انسحاب حزب الله أو استهداف أميركا له سيرسل رسالة قوية، لكنها تظل محدودة أيضا إلى المعارضة السورية وحلفائها في تركيا والخليج بأن أميركا على استعداد لضرب “الإرهاب الشيعي” مثله مثل “الإرهاب السني”، وأنكم أحرار في اغتنام الفرصة والمجيئ إلى طاولة المفاوضات للتوصل لتسوية سياسية جادة.
وأضاف أن ذلك سيرسل رسالة قوية لكنها محدودة أيضا إلى كل من موسكو وطهران بأن واشنطن لن تستمر في تسامحها مع تدخلهما في سوريا دون رد، وأن الوقت قد حان لتسوية سياسية.
مركز الشرق العربي