نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً لمراسلتها ليز سلاي، الأحد، حول زيارة قام بها مسؤول أميركي رفيع إلى كوباني السورية.
وفي الزيارة النادرة جداً إلى سوريا، قام المسؤول الأميركي الرفيع، بالعبور إلى المنطقة الكردية شمالي البلاد، خلال عطلة نهاية الأسبوع، للقاء مسؤولين ومقاتلين أكراد يواجهون “الدولة الإسلامية”، وذلك بحسب تصريحات صدرت الأحد لمسؤولين أميركيين وأكراد.
الزيارة التي قام بها مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى “التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية” بيريت ماكريغ، هي الأولى من قبل مسؤول أميركي كبير إلى مناطق النزاع في سوريا، وتأتي في ظل زيادة التركيز الأميركي على قتال المليشيات الإسلامية على الخطوط الأمامية في سوريا، وفي عاصمة التنظيم المزعومة في الرقة.
وتتزامن الزيارة مع تنامي التوتر الإقليمي والعالمي حول وضع أكراد سوريا الذين صنعوا جيوباً مستقلة لهم، خلال عملية قتالهم “الدولة الإسلامية”.
وروسيا تتنافس مع الولايات المتحدة في النفوذ والتأثير على أكراد سوريا، الذين حققوا معظم مكاسبهم المناطقية الأخيرة بدعم من الغارات الأميركية. في حين أن تركيا عبّرت عن تحذير متصاعد من نمو قوة الأكراد السوريين، وأرسلت الدبابات والجنود لتعزيز حدودها والتهديد بعمل عسكري لمنع انبعاث كيان كردي جديد.
مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، قال بإن ماكريغ أمضى يومين في الجيب الكردي الشمالي المعلن ذاتياً: روجافا.
وقال المسؤول الأميركي، إن “الزيارة والنقاشات التي قام بها ماكريغ تأتي في إطار الحفاظ على جهود المبعوث الخاص لمواصلة البحث عن طرق لزيادة ضغط التحالف على داعش”.
وهي الزيارة الأولى المعروفة إلى سوريا من قبل مسؤول أميركي رفيع منذ غادر السفير روبرت فورد، العاصمة دمشق في العام 2012 خلال اضطراب الثورة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. ولم تحدث اتصالات مباشرة بين حكومتي الولايات المتحدة وسوريا، على الرغم من تفاعلهما في بعض الأحيان من خلال وسطاء.
ومن بين المواقع التي زارها ماكريغ، بحسب قول المسؤول في الخارجية الأميركية، كانت بلدة كوباني “عين العرب” الصغيرة، والتي حازت على انتباه عالمي قبل سنة بسبب معركتها ضد قوات “الدولة الإسلامية”.
ضراوة المعركة دفعت لأول تدخل من قبل الطائرات الأميركية لصالح الأكراد، وفتحت الباب لتعزيز العلاقات مع القوة الكردية الرئيسية “وحدات حماية الشعب” المعروفة بـYPG، المركزية في قتال “الدولة الإسلامية” في سوريا.
العلاقات بين الولايات المتحدة وYPG، رغم ذلك، تمّ تخفيفها بمعارضة تركية، وبتعقيدات الحرب السورية الواسعة. وزيارة ماكريغ قد تكون مقصودة، على الأقل في الجزء المتعلق بتهدئة الغضب الكردي الناجم عن عدم دعوة رئيس حزب “الاتحاد الديموقراطي” الجناح السياسي لـYPG صالح مسلم، للمشاركة في محادثات السلام السورية المحفوفة بالمخاطر، الجارية في جنيف.
مسلم ظهر في جنيف على كل حال، ثم طلبت منه المغادرة السبت، بتكتم، من قبل مسؤولين أميركيين، بعدما هددت تركيا بمقاطعة المحادثات إذا سمح له البقاء في البلدة، وذلك بحسب ديبلوماسيين غربيين يحضرون المحادثات.
صحيفة المدن