أول ما تبادر إلى ذهني عندما شاهدت المغني المصري هاني شاكر يعلن عن نيته إحياء حفل غنائي في سوريا، هو يا ترى ماذا سيغني هاني للشعب السوري الذي يحاول أن يتنسم رائحة الفرح والسعادة كل يوم مع الأوضاع المبكية التي يعيشها!
في الحقيقة هناك تشابه كبير بين أغاني هاني شاكر وسوريا، فارتباط المغني شاكر بالأغاني الانتحارية الرومانسية، فهو مطرب المكلومين ومكسوري القلوب والباحثين عن الدموع السخية، وسوريا منذ عقود بلد الموت والحزن وانتحار الفرح على العتبة الأسدية البعثية.
بل تصورت أن يغني شاكر ” راحوا الي كانوا بيمسحوا بإيدهم دموعنا” كيف سيتلقى الجمهور الحاضر في سوريا وقع هذه الكلمات بعد مئات آلاف القتلى والجرحى. أو إذا غنى ” غلطة عمرك” أو “جرح الماضي” هل يجهش الحضور بالبكاء والدموع ؟ لا استبعد أن يكون يبكي عناصر الأمن والمخابرات الحاضرين للحفل بدموع التماسيح تأثرا بأغانيه، ثم يذهبون للمعتقلات ينتقمون لأحزانهم!
لن أطيل كثيرا وأرجو للمطرب السلامة بعودته وأن لا يصيبه مكروه كما حصل مع جورج الراسي الذي حلت عليه لعنة الأسد ومات بعد ساعات خلال عودته من حفل أحياه في دمشق الأسد، وصرخت أخته في مراسم عزائه” قلتلو لا تروح ع سوريا”!
https://www.facebook.com/syrianpresscenter/videos/603403098034883
يا هاني سوريا تريد الفرح والسعادة ، لا تريد مزيدا من فتق الجراح وإثارة الأشجان وزيادة الأحزان.
مقال فني/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع