امتد النزاع على الثروة بين رئيس النظام السوري بشار الأسد، وقريبه رجل الأعمال رامي مخلوف، إلى شركة الطيران الخاصة المملوكة للأخير، ليطالها التضييق، وسط توقعات باحتمالية قيام النظام بالحجز عليها، كما هو حال الاستثمارات الأخرى لمخلوف.
وفي فصل جديد من فصول الصراع، ذكرت شركة “أجنحة الشام”، وهي الشركة الخاصة الوحيدة العاملة في مجال الطيران بسوريا، أن وزارة النقل في حكومة النظام السوري، فرضت على كل تذكرة سفر تحجزها الشركة على متن رحلاتها المتوجهة إلى القامشلي بريف الحسكة مبلغ عمولة 45 ألف ليرة سورية.
وأضافت أن ذلك دفع الشركة لرفع أسعار تذاكرها إلى 70 ألف ليرة للشخص، الأمر الذي دفع المسافرين إلى الإحجام عن الحجز على طيران الشركة.
وبحسب العديد من المراقبين فإن الهدف من الخطوة التي فرضها النظام، التضييق على الشركة المملوكة لمخلوف، وإيقافها عن العمل، وذلك على خلفية الصراع المالي الأخير بين مخلوف والأسد.
استبعد الباحث بالشأن الاقتصادي السوري، يونس الكريم، أن يقوم رئيس النظام السوري بالحجز على شركة “أجنحة الشام”، لما تقدمه من خدمات كبيرة للنظام السوري.
من جانبه، استبعد الباحث بالشأن الاقتصادي السوري، يونس الكريم، أن يقوم رئيس النظام السوري بالحجز على شركة “أجنحة الشام”، لما تقدمه من خدمات كبيرة للنظام السوري، وتحديدا في مجال النقل الجوي، كون الشركة تتعرض لقدر أقل من العقوبات الغربية المفروضة على شركة طيران النظام السوري (السورية للطيران).
وأوضح في حديثه لـ”القدس العربي”، أن تأمين شركة “أجنحة الشام” الخارجي، كونها تستأجر الطائرات، يجعل من الصعب على النظام التعامل معها، كما تعامل مع ممتلكات مخلوف وشركاته في سوريا، مضيفاً “الحجز على الشركة سيضر بسمعة النظام عالمياً، ويزيد من صعوبة وضعه الاقتصادي”.
وتابع الكريم، بأن الحجز على الشركة سيؤدي كذلك، إلى استحالة حصول النظام على قطع الغيار للطائرات التابعة لـ”السورية للطيران”، مشيراً في هذا السياق إلى الأهمية الخاصة التي توليها روسيا لشركة “أجنحة الشام”، كون الشركة قدمت مساهمات فعالة لموسكو، وآخرها نقل المرتزقة من سوريا إلى ليبيا.
وكانت تقارير عدة، قد أكدت قيام شركة “أجنحة الشام” بنقل مرتزقة من سوريا إلى ليبيا، لدعم قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، في معاركها ضد “حكومة الوفاق” الليبية، وهو ما أكدته حكومة الوفاق الليبية، مشيرة إلى وصول عدد من الرحلات الجوية إلى مدينة بنغازي، وعلى متنها عدد من المقاتلين السوريين من المليشيات من شركة “فاغنر”، مبينة أن المقاتلين تم نقلهم عبر شركة طيران “أجنحة الشام” المملوكة لأقارب رئيس النظام السوري بشار الأسد.
نظام الأسد الذي يبدو في وضع اقتصادي حرج للغاية، لن يوفر أي وسيلة لزيادة الضغط على مخلوف، حتى لو أدى ذلك إلى أضرار فادحة بالمنظومة الاقتصادية السورية.
وحسب الكريم، فإن النظام لن يتعامل بغباء مع هذه الشركة التي استطاعت كسر القيود المفروضة على طيرانه الحكومي، وتحديداً إلى البلدان الأوروبية.
ومخالفاً الكريم في الرأي، لم يستبعد المفتش المالي المنشق عن النظام، منذر محمد، خلال حديثه لـ”القدس العربي” أن يقوم النظام بالحجز الاحتياطي على شركة “أجنحة الشام”، وذلك لزيادة الضغط على مخلوف، في إطار الحرب الاقتصادية التي باتت معلنة بينهما.
ورأى أن نظام الأسد الذي يبدو في وضع اقتصادي حرج للغاية، لن يوفر أي وسيلة لزيادة الضغط على مخلوف، حتى لو أدى ذلك إلى أضرار فادحة بالمنظومة الاقتصادية السورية، وأضاف “النظام السوري مشهور بعقلية العناد، وهو الذي أوصل البلاد إلى ما هي عليه بسبب العقلية ذاتها”.
وحسب محمد، فإن مخلوف بسبب السطوة التي تحصل عليها نتيجة الحكم العائلي، بات ركيزة أساسية في اقتصاد النظام السوري، والصراع-إن استمر- سيؤثر على كليهما، وآثاره ستطال شريحة واسعة من السوريين، وتحديداً في مناطق سيطرة النظام.
وتأسست شركة “أجنحة الشام” في نهاية العام 2007، وتتخذ من مطار دمشق الدولي مقراً لها، وكانت تصفها وسائل إعلام النظام بالناقل الوطني الثاني، بعد الناقل الجوي الحكومي الأول “السورية للطيران” المملوك للدولة، وحسب مصادر سورية، فإن أسطول الشركة لا يتجاوز في أحسن الأحول 4 إلى 6 طائرات مستأجرة.
يذكر أن الخلاف بين نظام الأسد ورجل الأعمال قريب العائلة (مخلوف)، لا زال يتصاعد، وذلك بعد خروجه للعلن، منذ مطلع الشهر الجاري، على خلفية الخلاف على ضرائب فرضها النظام على شركة “سيرتيل” للاتصالات الخلوية، المملوكة لمخلوف، وبعد ذلك منعت وزارة العدل التابعة للنظام السوري مخلوف من مغادرة البلاد، وحجزت على أمواله وأموال زوجته وأولاده.
القدس العربي