يجاهر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في دعمه للنظام السوري، حيث خالف بذلك الاجماع العربي ليحافظ على علاقاته الرسمية مع بشار الأسد، حيث يرى كثيرون أن هذا الموقف ينطلق في الحقيقة أساساً من مبدأ رد جميل شخصي من بوتفليقة، على خلفية دعم ومساندة حافظ الأسد له، أثناء لجوء بوتفليقة إلى دمشق، في بداية ثمانينات القرن الماضي، بعد إبعاده من السلطة في الجزائر إثر وفاة الرئيس الأسبق هواري بومدين في27 كانون الأول 1978.
وتشير صحيفة “العربي الجديد” إلى أن بوتفليقة كان من أقرب مقرّبي الرئيس “بومدين” وهو الذي أبّنه خلال جنازته، وكان مرشحاً حتى لخلافته، قبل أن يقع اختيار الجيش على أحد قادته، الراحل الشاذلي بن جديد لخلافة بومدين، وقد اضطر بوتفليقة لمغادرة الجزائر في 1981 بعد إبعاده من الحكومة واتهامه حتى باختلاس أموال، خلال سنوات إشرافه على وزارة الخارجية، قبل أن يعفو عنه بن جديد في عام 1986،وقد كانت دمشق محطة بوتفليقة الأولى لما سُمي “سنوات عبور الصحراء”.
لا تتوفر معلومات كثيرة عن “المنفى الدمشقي” لبوتفليقة، لكن بحسب موقع “آخر أخبار الجزائر”، الناطق بالفرنسية، والذي توقف عن الصدور قبل نحو 3 سنوات، فإن بوتفليقة كان في ضيافة الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد، والذي خصص له راتباً شهرياً بالدولار وشقة في دمشق.
وكشفت مذيعة قناة “الجزيرة” الإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة، قبل عامين، على صفحتها على موقع “فيسبوك”، أنها “استضافت الكاتب والسياسي العراقي حسن علوي، في برنامج تلفزيوني، وأنه روى لها كيف كان بوتفليقة لاجئاً معه في سورية، في بداية الثمانينات. كما أراها صورة قديمة تجمعها، التقطها لهما الفنزويلي كارلوس.
وكان موقف بوتفليقة واضحاً منذ بداية الثورة السورية، فوسائل الإعلام الرسمية الجزائرية، وحتى الخاصة الموالية للسلطة، كانت منحازة بوضوح لنظام الأسد، حين لم يكن الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة، بذلك التدهور الواضح.
من جهته، كشف رئيس المجلس الدستوري الفرنسي المنتهية ولايته في مارس/آذار الماضي جان لوي دوبري، في كتاب بعنوان “ما لم أكن أستطيع قوله”، أن “بوتفليقة استقبله لمدة ساعة، بعد الجلطة الدماغية التي ألمّت به، في عام 2013، والتي تلتها فترة علاج طويلة في فرنسا، وأنه إن كان بدا متعباً جداً، وبالكاد يسمع صوته برغم وضع ميكروفون صغير قرب فمه، إلا أنه بدا مطلعاً على أحداث المنطقة، بما فيها سوريا.
وأشار “دوبري” إلى أن “بوتفليقة حذّر فرنسا من التدخل العسكري في سوريا والتورط في الصراع هناك وإرسال قوات برية، فالحلّ في ذلك البلد لا يمكن أن يكون عسكرياً، ولا يوجد حل آخر غير الحل السياسي، الذي يجب إشراك بشار الأسد فيه وبالطبع إيران على حد تعبير بوتفليقة.
والجدير بالذكر أن النظام الجزائري خالف الاجماع العربي وحافظ على علاقاته الرسمية مع نظام الأسد، وظل يدعو إلى حل سياسي تفاوضي للأزمة بين السوريين، حيث حط مؤخراً وزير خارجية النظام “وليد المعلم” في العاصمة الجزائرية.
أورينت نت