جولة جديدة من سلسلة جولات المحادثات في العاصمة الكازخستانية، لمحادثات وقف إطلاق النار في سوريا، حيث لا جديد في الأفق يشير بأن أستانة أربعة تختلف عن سابقاتها أو تحدث اختراقاً لما آلت إليه من قبل.
ومع رؤية واضحة للمعارضة التي ترى أن الجلوس على طاولة المحادثات عبثاً في ظلّ تصعيد النظام العسكري وروسيا، حتى توقفت المحادثات حين أعلن وفد الفصائل المعارضة تعليق مشاركتها فيها.
ترى المعارضة ضرورة إلزام النظام وداعميه بتطبيق كامل لاتفاق، وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
عداك عن تمسكها وقسمها ببند رحيل نظام الأسد ووضع جدول زمني لإطلاق المعتقلين خلف سجون النظام وإدخال المساعدات إلى المناطق التي تشهد حصاراً خانقاً.
وفي مذكرة من عشر نقاط اختزل وفد المعارضة غايته المرجوة، مريداً العودة لمحادثات تنعقد برعاية روسية تركية وإيرانية.
مع رفض وفد المعارضة المسلحة أن تلعب “إيران” دور الطرف الضامن للمحادثات كوّنها جزءاً من المشكلة والصراع في سوريا وليست ممن يكمن الحل بضمانها
لم تكن في هذه المرة من جولة المحادثات الجديدة مطالب مستجدة، بل سبق وأن طرحت تلك المطالب في جلسات لمحادثات سابقة، من دون أن تترجم فعلاً ملموساً على الأرض السورية.
أما ما تبحثه الجولة الرابعة من محادثات أستانه، تخفيف التصعيد داخل سوريا مع مناقشة الأطراف المشاركة مقترحاً روسياً لإقامة أربع مناطق آمنة وزعت جغرافياً على مدينة إدلب وحمص والغوطة الشرقية وجنوب سوريا، ليظهر السؤال مطروح بحد ذاته، هل هذه الفكرة ستتم بلورتها؟ وهل من مشاكل في التطبيق؟
مع العلم أن للروس مرجع أساسي للحل في سوريا ويبدو الموقف الروسي واضح فعلاً وجدياً بحكم أن الرئيس الروسي “بوتين” يطالب بوقف إطلاق النار وبالطبع كلنا نعلم أن الطيران الروسي، سيد الموقف في السماء السورية
بالطبع إذا تعهد الرئيس الروسي هذا الأمر فإنه يضغط على النظام لعدم استعمال الطيران وهو لن يصعد السماء على حد أقولهم، فالرئيس الروسي يريد نجاحاً في سوريا وهو يقترب أكثر إلى ما طرحه الرئيس الأمريكي “ترامب” حول المناطق الآمنة في سوريا
أما عن السؤال الذي يظهر على ساحة النقاشات، من هي الدول التي سيتم إشراكها والتي ستكون محايدة لنشر قواتها على خطوط التماس في المناطق الآمنة أو مناطق تخفيف التصعيد كما سميت؟ علماَ بأن الكثير من الدول تريد النأي بنفسها من أتون الحرب السورية.
ذاك ما يتجه نحو مجلس الأمن ليلزم قراراً للدول بحرية المشاركة أو عدمها، أو عبر “الناتو” وهنا يبرز دور المسألة التركية التي يرى فيها النظام عداوة معينة.
لن ننسى أن الجولة الحالية من محادثات الأستانه تحظى بحضور دولي هو الأوسع، بوجود المبعوث الأممي ووفد أمريكي يترأسه مساعد وزير الخارجية، إضافة إلى وفد أردني على أمل اختراق جديد للمحادثات.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد