أولى جولات “ترامب” الخارجية كانت مفاجأة للكثيرين، باختياره المملكة العربية السعودية، والتي وصفت بالتاريخية؛ لما تحمله من أهمية قصوى، حيث جذبت أنظار الإعلام الدولي، وحازت على قسط كبير من الاهتمام عبر وسائل التواصل الاجتماعي عكس حجم العلاقات المتينة بين أمريكا والسعودية.
زيارة اختار فيها رجل البيت الأبيض في جولته الخارجية الأولى منذ تسلمه منصبه، كونها تاريخية بلفاتها وما قد تشهده المنطقة بتقارب وتعاون بين واشنطن من جهة والرياض والعواصم الخليجية والإسلامية من الجهة الأخرى..
ذاك ما يطرح السؤال المعروض بقوة، هل تلك الزيارة نوع من المصالحة مع العالم الإسلامي بعد عهد “باراك أوباما” وما أسس التعاون المرجو، بين الطرفين لمكافحة الإرهاب؟
تلك السابقة المحسوبة للرجل الجديد في البيت الأبيض، لم يفعلها رئيس أمريكي من قبل، لتشهد عنواناً “بناء أساسي جيد للتعاون بين الأديان الثلاثة الكبرى وتوحيدها في مكافحة الإرهاب”.
أما عن الهدف الحقيقي فقد يكون أبعد وأكثر تعقيداً، فمع تقديم التحالف الضمني أولويات للعلاقات مع الرياض إزاء مخاطر تتطلب تنسيقاً عاجلاً ومتواصلاً.
ما هو الجديد للزيارة؟ هل هي لقاء أم إعادة بناء وتحالفات كبرى؟
ربما إدارة “ترامب” مازالت في طور بناء استراتيجياتها وأنها تحتاج على نطاق واسع لتفعيل تحالفات وهنت في عهد “أوباما” لكن الأهم كون الحاجة ملحة لتفعيل التحالف ضد “تنظيم الدولة” ومواجهة طهران وامتداد أذرعها في المنطقة، ومع الرياض التي أنشأت تحالفاً عربياً إسلامياً وأجرت مناورات عسكرية متلاحقة استعداداً لملاحقات عسكرية قد تكون مدمرة ومفاجأة على أن هذا التحالف نفسه ربما يكون مطلباً أمريكاً.
مع محاصرة طهران وفرملة الاندفاع الروسي في المنطقة لا بد من أثمان تدفع في مناطق أخرى، فالزيارة بروتوكولاً محضاً بحثاً عن الصفقات الكبرى في الشرق الأوسط.
الولايات المتحدة ابتعدت في السنوات الماضية عن حلفائها التقليديين ومالت لحليف كان عدواً إلى وقت قريب، وغضت الطرف عن كل ما يقوم به في المنطقة من تدخلات وفتن ودعم لميليشيات إرهابية على أمل أن يكون هو شرطي المنطقة مستقبلاً.
كل ذلك انتهى في أيام قليلة وعند تولي “ترامب” مقاليد الحكم حيث ذهب الأمير “محمد سلمان” وكان اللقاء التاريخي الذي وضعت فيه أسس لشراكة واضحة بين الرياض والولايات المتحدة، فيما يتعلق بدعم الدول التقليدية الحليفة في المنطقة، وخاصة (السعودية والخليج ومصر والأردن وتركيا)
في وجه العدوان الإيراني في المنطقة.. ذاك هو ما يسمى التحول التاريخي والذي يستحق أن نرقبه ونتابع تداعياته في الأشهر القادمة مستقبلاً.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد