الشريكان في جرائم حلب بوتين وبشار اللذان طالت مجازرهما، وطال تنكيلهما للأهل في حلب وبمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دولياً، فقد قتلت طائراتهما الأطفال وهم في فراش نومهم.
جاءت تصريحاتهما وفقاً لمصالحهم على الأراضي السورية مؤكدةً على أن ما يحدث في حلب ما هو إلا تمهيد لإجبار أهل المدينة المحاصرين على الهجرة وبالطبع هذا ما تتمناه المنظمات الدولية بفارغ الصبر، لأنها اثبتت وبجدارة أنها شريك خفي لتحقيق مصالح النظام والسياسة الدولية في الداخل السوري، الذي كان آخرها تقرير للهيومن رايس ووتش تشير فيه إلى أن مئات من موظفي الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة هم موظفون سوريون من أقرباء الأسد والنظام السوري، وقد بررت الوكالة الدولية للإغاثة التابعة للأمم المتحدة أنها لا تلتفت إلى صلات القرابة أو ما شابه إنما همها تنفيذ الخطط والمشاريع التي تنفذها.. ليأتي الرد سريعا من قبل الصحافة الألمانية لتنشر تقريرا إنسانيا تكشف فيه أن 13% فقط هم الذين استفادوا من برامج الإغاثة التابع للأمم المتحدة في مناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة أو المحاصرة، وأن 60% من المخصصات الإغاثية دخلت عبر موظفي الوكالة الأممية للإغاثة إلى مناطق النظام بتسهيلات من قبل موظفيها الذين هم أقرباء مسؤولين كبار في النظام السوري.
وبتصعيد القصف الهمجي الروسي والأسدي على المدنيين إشارة إلى أن روسيا لن تتوقف عن القصف حتى تقتل آخر سوري خرج ضد نظام بشار بسياسة “العصى”.
وبصمت عالمي ينظر لإجرام بوتين وبشار على أنه حرب على الإرهاب تكمن الطامة الكبرى، فبالطبع وقوف روسيا إلى جانب نظام الأسد سيجر موسكو إلى عزلة دولية وخاصة بعد أن خسرت مقعدها في مجلس حقوق الإنسان، ما يؤدي إلى تحولها إلى دولة تهدد السلم الدولي.. كما أن تزايد المساندات سيضع العالم على أبواب حرب عالمية، ناهيك عن تلويح الغرب الأخيرة بإجراءات دبلوماسية ضدها من “عقوبات اقتصادية” عداك عن تزويد المعارضة بأسلحة متطورة.
إلا أن آخر التطورات جاءت بمطالبة الجيش الروسي مساء الجمعة من بوتين السماح باستئناف الضربات، لكنه رفض استمرار تلك الضربات وصرح بأنها “غير ضرورية الآن”.. من هنا طرح السؤال المحير للسوريين… هل بوتين يشعر بصحوة الضمير تجاه مساندته لنظام لا يرحم؟!
أم أن بوتين رفض استئناف الغارات الجوية لإعطاء الولايات المتحدة وقتاَ لفصل الجماعات الإرهابية عن المعارضة المعتدلة والسماح للمقاتلين والمدنيين من مغادرة حلب المحترقة إلى المناطق الشمالية “إدلب وريفها” كما هجر من قبل سكان الغوطة؟!
أم هي فصل جديد من اللعبة السياسية الدولية القذرة؟!
أم أن هناك سياسة مجهولة كما حدثنا أحد المقاتلين في معارك حلب الملقب بأبي عبد الله قائلاً “وكأن السيناريو يتكرر من جديد في مسرحية فك حصار حلب الأولى حيث اختفى الروس تقريباً، ثم ظهروا مجدداً ليسترجعوا مناطق بوتيرة متسارعة”.
ولا بد هنا ان نشير إلى أن روسيا حينما تتحدث عن تعليق القصف على حلب فإنها تعني بذلك القسم المحاصر وأما الجبهات المشتعلة في الريف الغربي فالقصف المكثف لم يتوقف عنها أبداً.
في النهاية لن يتوقف دور الفصائل المعارضة سواء توقف بوتين عن القصف أم لا فها هي تشن هجوماً كبيراً الفصائل مجتمعة لفك الحصار المفروض عليها بشكل عنيف على الأحياء الغربية، ومنهم من ينتظر دوره بمعنويات عالية كما أخبرنا “أبو عبد الله” منشؤها ثقة المقاتلين بنصرهم على الظلم وحرقتهم على كسر الحصار الخانق عن أهلهم الصابرين رغم كل الأوجاع والتضحيات التي قدمت وما تزال تقدم؛ تمسكاً بأرضهم وأرض أجدادهم الشرفاء.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد