طرح برنامج “الاتجاه المعاكس” مجموعة تساؤلات بشأن المفاوضات المرتقبة بين ممثلي المعارضة السورية ونظام الرئيس بشار الأسد. ومن هذه التساؤلات، هل ثار الشعب السوري كي يتفاوض مع النظام؟ هل ضحى بمئات الألوف من الشهداء وتشرد الملايين كي يشارك بشار الأسد بالسلطة؟
كما تساءل البرنامج في حلقته بتاريخ 22/12/2015 عن وجود بديل عن الحل السياسي في سوريا بمشاركة النظام، أليس هناك إجماع دولي على ذلك؟
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعا ممثلي النظام والمعارضة للمشاركة بشكل عاجل في مفاوضات رسمية بشأن مسار الانتقال السياسي، على أن تبدأ هذه المفاوضات مطلع الشهر المقبل بالتزامن مع وقف إطلاق النار.
وجاءت هذه الدعوة بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي بالإجماع يضع خريطة طريق لعملية الانتقال السياسي في سوريا. وتؤكد المعارضة السورية، التي اجتمعت مؤخرا في العاصمة السعودية الرياض، أن هدف التسوية السياسية هو تأسيس نظام جديد في سوريا من دون الأسد.
وللإجابة على هذه التساؤلات، قال الأمين العام للائتلاف السوري السابق نصر الحريري إن وفد المعارضة الذي سيشارك في المفاوضات المرتقبة مع ممثلي النظام السوري لن يتنازل أبدا عن رحيل الأسد، مشيرا إلى أن الوفد سيحاول اغتنام ما يمكن اغتنامه من أجل حل سياسي يضمن مصالحنا وحقوقنا وثوابتنا وعدم مسامحة المجرمين على جرائم القتل ضد الشعب السوري.
وأضاف أن الوفد لن يقبل بتصنيف الفصائل المقاتلة على أنها إرهابية ولن يسمح لأي إرادة غير سورية بتشكيل الوفد المفاوض الذي سيضم ممثلين عن هذه الفصائل وشخصيات وطنية تتفق عليها الهيئة العليا للتفاوض. وقال إن المعارضة لن تسمح لروسيا أو إيران بدس أي شخص في وفدها المفاوض.
واعتبر أن رحيل الأسد هو أساس أي تسوية في سوريا سواء أكانت سياسية أو عسكرية. وقال إن الأسد مستعد لحرق كل سوريا من أجل السلطة ولن يزول إلى بتوازن عسكري قوي على الأرض ورص صفوف الثوار.
وقال إن سقف توقعاته لنجاح هذه المفاوضات منخفض، مؤكدا أنه في حال فشل هذه المفاوضات فإن المعركة العسكرية على الأرض ضد النظام مستمرة.
محاكمة الأسد
من جهته اعتبر الكاتب والمعارض السوري كمال اللبواني أن المفاوضات المرتقبة لا أخلاقية ولا منطقية وكارثة حقيقية ستقسّم سوريا وسندفع ثمنها جميعا، “وأفضل شيء أن يتفاوض النظام والمعارضة على رحيلهما معا”.
وتساءل اللبواني عن ممثل الشعب السوري في وفد المعارضة الذي سيتفاوض مع النظام، وعن ممثل العرب السنة الفقراء. وعبّر عن قناعته بأن فريق المعارضة المفاوض غير قادر على التفاوض “وكلها محاصصات ومناكفات وهم سيذهبون وهم مختلفين سلفا”.
ورأى أن الحل السياسي في سوريا يبدأ بمحاكمة الأسد، وأن القضية السورية هي قضية جرائم وجنايات، “والحل يبدأ بمحاكمة الأسد ثم يجيء طرف غير ملوث بالدم كي يتم التفاوض معه”.
الجزيرة