تعكف منظمة “ماريز ميلز” الخيرية على إطلاق برنامجها الأول لإعداد مراكز بعددٍ من مدارس العاصمة اللبنانية بيروت، حيث يقطن أكثر من مليون لاجئ سوري يعانون من الفقر المدقع، لتوفير وجبات لإطعام اللاجئين.
فمع دخول الصراع في سوريا عامه الخامس، أصبح هناك أكثر من 1.1 مليون لاجئ سوري بمخيم عرسال على حدود لبنان الشرقية، وهي أكبر نسبة تمركز للاجئين في العالم، مقارنة بتعداد السكان في لبنان.
تحت الفقر
ويعيش أكثر من 70% من هؤلاء اللاجئين تحت خط الفقر في ظروف مزرية، فضلاً عن أن أغلبهم عاطلون ولا يجدون ما يقتاتون عليه، وفق تقرير نشرته صحيفة التليغراف البريطانية، الاثنين 29 فبراير/شباط 2016.
وفي ظل توقعات بنزوح المزيد من السوريين لطلب اللجوء مع اشتداد القتال في سوريا، سينطلق مشروع “وجبات ماريز” الشهر القادم بمشاركة متطوّعات من الأمهات السوريات لإطعام 1000 طفل سوري يذهبون إلى مدرسةٍ ببرج حمّود في إحدى ضواحي بيروت.
ويُعد مشروع “وجبات ماريز” أحد المشروعات الخيرية التي بدأت عام 2002، وقد سجل العام الماضي علامة فارقة بإطعام مليون طفل من أطفال المدارس يومياً في بعض الأماكن الأشد فقراً في العالم.
وتأتي لبنان التي تقبع تحت ضغطٍ كبير من قبل تدفق اللاجئين، الدولة رقم 13 التي يعمل بها المشروع الخيري.
وكان المشروع الذي أطعم حوالي مليون تلميذ شديدي الفقر بالفصول الدراسية حتى الآن، قد نُفّذ بالفعل فى ملاوي، وليبريا، وزامبيا، وكينيا، وهايتي والهند، وجنوب السودان.
الأطفال أكثر من يعاني
ونقلت الصحيفة البريطانية عن ماغنوس ماكفارلين بارو، مؤسس المشروع الرئيس التنفيذي: “إنني على يقين بأن الجميع يشعر بالتعاطف الشديد، وربما الغضب، من المعاناة البائسة للاجئين الذين أجبروا على الفرار من الحرب الطاحنة بسوريا”.
وأضاف “وكما هو الحال دائماً فالأطفال الأبرياء هم الذين ينالون النصيب الأكبر من المعاناة”.
وأوضح بارو “منذ شهور عديدة ونحن نفكر كيف يمكن لوجبات ماريز أن تسهم ولو بشيء صغير في التخفيف من بعض المعاناة التي سببتها أكبر كارثة إنسانية في وقتنا الحالي، وسنبدأ قريباً في تقديم وجبات مدرسية لعددٍ قليل من الأطفال السوريين المقيمين بلبنان وكذلك أقرانهم من الأطفال اللبنانيين”.
وتابع في وصفه للمشروع أنه “بصيص من الأمل وسط المذابح الدائرة بسوريا، تستطيع أن تبثه وجبات ماريز وداعموها الكرام للسوريين، وذلك من خلال عودة الأطفال اللاجئين السوريين إلى فصولهم الدراسية مرة أخرى، وتقديم وجبة غذائية يومية لهم. فمثلما حدث في بلدان أخرى حول العالم، كان لوجبات ماريز دورٌ كبير في زيادة معدلات مواظبة الطلاب على الحضور، ورفع الأداء الأكاديمي لديهم”.
يُذكر أن الأمم المتحدة قد حذّرت من أن أكثر من مليوني طفل سوري مُعرّضون إلى أن يصبحوا “جيلاً ضائعاً”، وهم خارج فصولهم الدراسية، حيث تصبح عودتهم إلى الدراسة أصعب أكثر فأكثر، كلما طالت مدّة مكوثهم خارج فصولهم الدراسية.
هافينغتون بوست عربي