ساينس مونيتور:
أبدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية اهتماما بالأزمتين العراقية والسورية المتفاقمتين، وتساءلت عن إمكانية قيام خلافة إسلامية في الشرق الأوسط وعن مدى نجاحها، مشيرة إلى أن مقاتلين من مختلف الأعراق يقاتلون تحت راية واحدة في المنطقة. وقالت الصحيفة بافتتاحيتها إن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” يسيطر على مئات الكيلومترات من الأرض في سوريا والعراق، وإنه يضم مقاتلين من مختلف الأعراق تحت راية واحدة. وأضافت أن سقوط مدينة الموصل العراقية في أيدي تنظيم “الدولة” -الذي وصفته بأنه “جماعة متشددة قوية” الثلاثاء الماضي- ينذر بإنشاء دولة إسلامية “صارمة” في قلب الشرق الأوسط، وخاصة بعد أن سيطر على مناطق متعددة في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم “الدولة” يهدد بالزحف على العاصمة العراقية بغداد، مما ينذر باستعادة الخلافة الإسلامية التي نادى بها زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن. وأضافت أن “المنطقة شهدت مؤخرا قيام أنظمة إسلامية كما في إيران ومصر وتركيا وغزة” ولكن تنظيم “الدولة” سيكون مختلفا، فمقاتلوه متعددو الأعراق يقاتلون في سوريا وهم متحمسون للسيطرة على العراق ولكسر حدود الحقبة الاستعمارية بين الدول القائمة في الشرق الأوسط. ومضت بالقول إن تنظيم “الدولة” سيطر على الموصل العراقية في غضون أربعة أيام، وسط مقاومة عسكرية ضعيفة، وفي ظل السياسة التي يتبعها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في ما يتعلق بالسنة والشيعة في العراق، والذي فرض حالة من العزلة على “الأقلية السنية”. يٌشار إلى أن مجلس الأمن الدولي دعا البارحة كل الفرقاء العراقيين للبدء بحوار وطني عاجل، وأدان كل الأعمال التي يشهدها العراق، حيث استولى الثوار على مساحات كبيرة من شمالي غربي البلاد.
وعقد أعضاء المجلس الـ15 مشاورات مغلقة بمقر المجلس بنيويورك، استمعوا خلالها بالخصوص لعرض بشأن الوضع في هذا البلاد من مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق نيكولاي مالدينوف الذي تحدث إليهم عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة. وعبر المجلس في ختام الاجتماع -وبإجماع أعضائه- عن دعمه الكامل للحكومة والشعب العراقيين في تصديهما لمقاتلي تنظيم “الدولة” الذين سيطروا على مساحات واسعة من شمالي غربي العراق مطلع الأسبوع