سلمت قطر ردها على مطالب دول الحصار لأمير الكويت الشيخ “جابر أحمد الصباح” من قبل الوزير القطري الشيخ “محمد بن عبد الرحمن الثاني” غير أن دول الحصار لم تزل تصّر على الدفاع عن إجراءاتها ضد قطر، رغم الانتقادات، وتبقى النقطة المتفق عليها مع الكثيرين ومنذ بداية الأزمة الخليجية قبل شهر هي دعم جهود الوساطة الكويتية لحلحلة الوضع.
وضع يريد البعض ألا تطول أيامه ويأخذ أبعاداً أخرى، بينما يدعو آخرون إلى تعميق الخلاف والتلويح بعقوبات
كل ذلك وقطر على موقفها الأول ثابتة ومستعدة للتفاوض والحوار على أساس الاحترام المتبادل وليس الوصاية والإملاءات.
“المنطق الأبوي” التسلطي بدا واضحاً من بداية الأزمة والذي يقتضي بأنها ليست مطالب وإنما هي أوامر ويجب عل قطر التنفيذ فقط وطالما أن هذه المطالب مطروحة وبهذه الطريقة، فإن قطر لن تجد نفسها في موقف يسمح لها بالقبول،
أما عن السؤال المطروح تلقائياً بشأن الأزمة يكمن ما هي حدود التسوية التي يمكن قبولها في ظل إصرار دول الحصار لمطالبها الثلاثة عشر دفعة واحدة؟
لا بد من الانتقال لمرحلة أخرى من العمل الدبلوماسي والتفاوض لا يتم فيه الإعلان عن حقيقة التحركات فيه إلا بعد الانتهاء من الاتفاق وأن تكون سرية تماماً وبذلك تخف صعوبة بعض التنازلات لإنهاء النزاع، لكن ربما يفترض لتطبيق ذلك أن نعيش في عالم مثالي غير الواقع المفروض.
بوضوح دخل الرئيس الأمريكي مجدداً على خط الأزمة، فهل يعني ذلك دفعاً باتجاه إنضاج حلّ بمحاولة لضبط تصرف دول الحصار؟
لا تتوقف الزيارات والاتصالات المرتبطة بالأزمة الخليجية إذ أعلن البيت الأبيض في بيان له أن الرئيس “ترامب” أجرى اتصالاً هاتفياً بأمير قطر الشيخ “تميم بن حمد الثاني” بحث خلاله الأزمة الخليجية وانعكاساتها على المنطقة وأضاف البيان أن الطرفين استعرض الموقف الأمريكي والمواقف الدولية الداعية إلى حل الأزمة بالحوار والطرق الدبلوماسية حفاظاً على أمن واستقرار المنطقة، وأكد الجانبان ضرورة مواصلة جهود البلدين ودعمهما للجهود الإقليمية والدولية المبذولة في محاربة الإرهاب والتطرف بكل صوره وأشكاله.
تمضي الدوحة في جهودها لاحتواء الأزمة سياسياً واقتصادياً ويعزز موقفها تصريحات وشخصيات دولية تشغل مواقع مهمة، لكن بحسب الظاهر أن دول الحصار انطلقت بخط أو بحراك دبلوماسي معين، فقد صمت آذانها عن المواقف الدولية التي حصلت في الفترة الأخيرة ناسية أن روسيا دخلت مؤخراً وتكلم رئيسها “بوتين” أن هذه الأزمة يجب أن يتم حلها عن طريق الجوار وطريق التوافق، عداك عن الموقف الأميركي القادر على إنهاء الأزمة خلال أيام أو بضعة أسابيع على الأكثر.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد