انفجارات قوية هزّت الأحياء السكنية في العاصمة دمشق، أيقظت الأهالي مخلفة بينهم عشرات القتلى والجرحى، وأضراراً مادية كبيرة بحسب ما أظهرته الصورة الملتقطة لهذه التفجيرات.
حيث أفادت مصادر إعلامية تابعة للنظام السوري، أنه تمت ملاحقة ثلاث سيارات وتمكنوا من تعطيل اثنتين عند مدخل دمشق، فيما فجر الانتحاري الثالث السيارة في ساحة التحرير قرب “باب توما” في شرق دمشق، ولم تعلن أي جهة بعد عن مسؤوليتها عن التفجيرات.
تلك الانفجارات الثلاث نفذت في ساحة التحرير القريبة من العاصمة من جهتها الشرقية وهي منطقة حساسة، عداك عن التفجيران الآخران في عقدة طرقية هامة بداية طريق مطار دمشق الدولي وتجمع كليات الهندسة على الطريق ذاته، ما خلف ارتباكاً وازدحاماً في شوارع دمشق جراء إغلاق الطرق الرئيسية عداك عن تأجيل جزء من الامتحانات الجامعية في الكليات التي وقع أحد الانفجارات قريباً منها.
رسائل جديدة توجه للنظام الذي استعجل الرخاء الأمني وعمد إلى تخفيف الحواجز الأمنية داخل العاصمة للتخفيف من الازدحام المروري، ليظهر السؤال المطروح بحد ذاته، هل ما حدث يوجه إشارة حمراء للنظام على أنه من المبكر أن يعتقد أن الأمور الأمنية حسمت وبإمكانه أن يسترخي كما فعل رأس النظام بشار عندما بدأ يزور المرضى ومنازل الجرحى حتى وأنه اختار مدينة “حماه” لصلاة العيد ولأول مرة، تلك المدينة التي تذعن وترضخ بعد أن ثارت مرتين؟
يطمئن رأس النظام فيأمر لاحقاً هو أو سلطته بإزالة الحواجز في عاصمة البلاد، فتهاجم صباح اليوم التالي بثلاث سيارات يقودها انتحاريون لا يعرف مبعثها، لكن الثابت في الأمر أن الأسد على ما يذهب البعض يستفيد منها بطريقة أو بأخرى، خاصة وأن مفاجأة البيت الأبيض كانت واضحة ببيان حذرت فيه النظام السوري من ثمن باهظ في حال استخدام الكيمائي مجدداً ولو فعل ذلك لن يمرّ الأمر بالسهولة التي يتوقعها الأسد.
وبتلك التفجيرات تكمن حجة “ألم أقل لكم إن الإرهاب يستهدف الآمنين”.
مظلة حماية تتسع فجأة أمام الأمريكيين بأن الأولوية لمحاربة الإرهاب الذي يستهدف النظام في رواية لرأس النظام وحلفائه، الذين هرعوا للتهديد بالرّد المناسب لو حدث عمل عسكري ضد حليفها.
ذاك ما يفرض على “ترامب” أن يواصل ما يقوم به في بعض بلدات البلاد ومدنها (أي تعقب تنظيم الدولة) لا بشار الأسد الذي تستهدف حتى عاصمته من ضرب للخصم في العمق.
ويبقى السؤال المطروح أمام الجميع، ما الذي أعاد هذه التفجيرات إلى دمشق بعد أن غابت عنها مدّة أكثر من ثلاثة أشهر ونصف؟.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد