قـــــراءة فـــي الصحـــف
قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إنه فيما يتخذ الأسطول الحربي الروسي المرتقب مواقعه شرق المتوسط، جدد مقاتلو المعارضة السورية محاولات الهجوم على غربي حلب لفك الطوق المفروض على شرق المدينة، المحاصر منذ 4 سنوات من قِبل الميليشيات المدعومة إيرانياً والمؤيدة لبشار الأسد.
وقالت موسكو إن ممرات عبور المقاتلين والمدنيين ستبقى مفتوحة حتى مغرب شمس يوم الجمعة قبيل البدء بما حذرت من أنه سيكون قصفاً سيسوي بشرقي حلب الأرض، لكن مع دنو أجل المهلة، قالت مجموعات المعارضة أنه لا شيء تخافه وأن لا مفر لها ولا مهرب حتى لو شاءت الفرار.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن واشنطن ولندن تعتقدا أن روسيا ستشن هجوماً مدمراً في أثناء عطلة نهاية الأسبوع الحالي أو مع بداية الأسبوع المقبل، مستغلة بذلك الانشغال بالانتخابات الأميركية المزمعة في 8 نوفمبر، خاصة في ظل غياب أي نية عسكرية لمقاومة موسكو والوقوف في وجه تدخلها الذي يزداد يوماً بعد يوم لحماية مصير الأسد.
وسام زرق، معلم في شرق المدينة، يقول: “في الأحوال العادية، يقلق الناس من هذا الشأن، لكنهم الآن يشغلهم كسر الحصار؛ لأن وضع المعيشة وقلة المؤن لا يطاقان، لم أرَ بناءً واحداً لم تصبه أضرار من القصف، ولا شارعاً لم تسدَّه عمارة متهاوية، ما عاد الناس يأبهون أو يكترثون لذلك”.
وأشار التقرير أن سكان المدينة وأفراد مجموعات المعارضة يرون أن هجوم المعارضة على غربي المدينة التابع للحكومة سيحسم مصير حلب أكثر من اشتداد حدة القصف الروسي عليها؛ لأن هجوم المجموعات “الجهادية” المسيطرة على أجزاء بريف حلب قد يفتح طريق إمدادات إلى منطقة صلاح الدين المعارضة لتسهيل مرور الأسلحة والأغذية والأدوية إليها.
محمد الأحمد، صاحب محل وسط حلب القديمة في الـ29 من عمره، يقول: “روسيا أصلاً تقصفنا، وهذا لا يثير فينا الخوف، ولا فرق لدينا إن زادت من حدة هجومها”، مشيراً إلى أنه والآخرين إن غادروا المدينة فسيتعرضون للموت أو الاعتقال، أما إن بقوا فما من شيء يخيفهم من مجموعات المعارضة.
يتابع الأحمد قائلاً: “الوضع صعب جداً ولا طريق للهرب من حلب. قبل بدء المعركة كان هناك مخرج، لكن المشكلة كانت أنك بعبورك إلى المناطق الكردية سيتوجب عليك أن تدفع لهم كي تعبر إلى مناطق الحكومة السورية. وهناك، إن كانت عليك مآخذ ومشكلات أمنية عند النظام السوري، فقد تتعرض للاعتقال”.
أما شريف الحلبي – المتحدث باسم مجموعة “فاستقم” التي هي إحدى المجموعات المعارضة الرئيسية داخل شرق حلب، فقال: “يزعم الروس أنهم فتحوا تلك المعابر، كما يقول النظام إنه يُجلي المدنيين، لكن ذلك ليس حقيقةً أبداً وهو محض ألعوبة يلعبونها؛ إذ لا مدنيين يغادرون ولا وجود حتى للممرات والمعابر، نحن أهل حلب ولن نسلمها، ونرفض تماماً فكرة مغادرة حلب؛ لأننا على حق، حلب أرضنا، لقد دافعنا عنها وسنستمر في الدفاع عن مدنييها حتى رغم القصف والحصار”.
وأما وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في لندن، فقد ناشد روسيا العدول عن حملة قصف شرق حلب، واصفاً وضع المدينة بأنه “رعب دمار نهاية العالم”.
وقال جونسون إن الهجوم الروسي لا يمت بصلة إلى محاربة الإرهاب؛ بل “أساس الغرض منه، الإبقاء على نظام الأسد الغارق في الدماء”.
وذكر التقرير أن بوريس جونسون طالب روسيا بألا تستخدم حق النقض (الفيتو) عند التصويت على قرار لمجلس الأمن الدولي يدين الحكومة السورية على استخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبها.
وقال جونسون: “إننا نمارس ضغوطاً لاستخراج قرار أممي لمساءلة من استخدموا تلك الأسلحة المروعة، منتهكين كل قوانين الحروب وأعرافها”.
وتابع: “إن اختارت روسيا، من جديد، حماية الأسد باستخدام الفيتو، فسيعني هذا أنها تحمي شخصاً أثبتت تحقيقات الأمم المتحدة مراراً وتكراراً مسؤولية قواته عن الجرم الذي دعمه الكرملين نفسه في قتل شعبه بالغاز السام”.
وختم جونسون قائلاً: “أقول إن استخدام الفيتو ضد قرار كهذا سيكون أمراً لا أخلاقياً”.
المركز الصحفي السوري _ صحف