ناولت صحف أميركية الأزمة السورية المتفاقمة والدور الإيراني فيها، وتساءلت عن مدى حاجة إيران لإستراتيجية خروج من الأزمة، وأشارت أخرى إلى معاناة أهالي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا.
فقد نشرت مجلة فورين بوليسي مقالا للكاتبة رندا سليم تحدثت فيه عن خوف إيران من نجاح الحملة التي تقودها السعودية على اليمن ومن إمكانية تكرارها في سوريا، وعن امتلاك طهران الخيار لإنهاء الأزمة في سوريا.
وأضافت الكاتبة أن طهران ووكلاءها الإقليميين دأبوا منذ 2011 على تزويد نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالسلاح والعتاد والمال والرجال، وذلك لمنع سقوط نظامه. وأشارت إلى أن حصص إيران في سوريا كبيرة، وتحرك سياستها في البلاد أولويات عدة: أولاها تتمثل في الدفاع عن ممر آمن لعبور السلاح إلى حزب الله اللبناني عبر سوريا، وضمان أن البلاد لن تصبح بؤرة للهجوم على الحركة الشيعية اللبنانية.
وأضافت أن الأولوية الثانية لإيران في سوريا تتمثل في القتال ضد محور إقليمي بقيادة السعودية، الذي يهدف إلى احتواء تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة، وأشارت إلى أن إيران تسعى أيضا إلى دعم حليف قديم، وأن بعض المسؤولين في طهران يتحدثون عن تسديد ديون قديمة مستحقة للرئيس السوري السابق حافظ الأسد الذي دعم إيران في حربها التي استمرت ثماني سنوات ضد العراق.
منافسون إقليميون
وأضافت الكاتبة أن إيران تخشى من أن يؤدي انهيار النظام السوري لبروز تحالف من جماعات سنية معادية لإيران وللشيعة ولحزب الله، وأشارت إلى أن إيران والنظام السوري يتباهيان بحقيقة أن الولايات المتحدة حولت أولويات التهديد في سوريا وجعلت التركيز على تنظيم الدولة الإسلامية، وليس على الأسد.
وقالت الكاتبة إن الجهد العسكري الإيراني في دعم الأسد سيكون أكثر صعوبة في الأيام المقبلة بعد توصل المنافسين الإقليميين بقيادة السعودية وقطر وتركيا إلى فهم جديد لتنظيم تعاونهم في سوريا واليمن.
وأضافت أن المكاسب الأخيرة للثوار في سوريا هي الحصيلة الأولى من هذا التعاون الجديد، وأن العملية العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن قد تمهد الطريق لعملية مماثلة تستهدف الأسد. وأشارت إلى أن إيران تسعى إلى عدم السماح بنجاح الحملة التي تقودها السعودية في اليمن، وذلك لأن إيران تريد رؤية هذا البلد كالجرح النازف الذي يستنزف السعودية وحلفاءها في المنطقة.
وأضافت الكاتبة أن صور الأطفال الذين يقتلون يوميا بسبب القنابل والبراميل المتفجرة التي يقصف بها نظام الأسد منازل المواطنين السوريين هو تذكير واضح لمدى تواطؤ إيران في إراقة الدم العربي.
وأوضحت أن المخرج الوحيد لإيران من الأزمة السورية يتمثل في أخذ طهران زمام المبادرة ووضع الأساس لعملية تفاوض جاد يؤدي إلى قيادة جديدة في سوريا، وأن الشرط الأساسي لمثل هذا الحل يتمثل في ضرورة تخلي إيران عن الأسد في مقابل اعتراف التحالف الإقليمي المؤيد للثوار بالمصالح الإيرانية في بلاد الشام.
وأضافت أن سوريا تشكل اختبارا لإيران لمعرفة أي نوع من الجيرة تريد في المنطقة، وأن لدى طهران أحد خيارين: فإما أن تكون وكيلا ممثلا للتعاون والاستقرار الإقليمي في المنطقة، أو أن تكون المفسد الساعي لدعم وكلائه بغض النظر عن الثمن الذي يمكن أن تتكبده.
مخيم اليرموك
وفي سياق متصل بالمعاناة التي يعيشها الأهالي في سوريا، نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالا للناشط في حقوق الإنسان السوري من أصل فلسطيني جمال، تحدث فيه عن المعاناة التي يعيشها من تبقى من لاجئين فلسطينيين في مخيم اليرموك قرب العاصمة السورية دمشق.
وأشارت الصحيفة إلى أنها لم تنشر اسم الكاتب بشكل كامل خشية على أمنه وحياته، حيث إنه فرّ من مخيم اليرموك بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عليه.
وأشار الكاتب إلى أن تنظيم الدولة شنّ لأسابيع حرب شوارع في مخيم اليرموك بدعم من جبهة النصرة، وأن قوات النظام السوري شنت هجمات جوية استهدفت المناطق المدنية، وأن القناصة استهدفوا كل شيء يتحرك في المخيم.
وأضافت الكاتب أن قوات النظام السوري أسقطت حوالي خمسين برميلا متفجرا على المنازل في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين الشهر الجاري، وأن برميلين منها استهدفا مستشفى فلسطينيا.
وأضاف الكاتب إلى أن الأنباء التي تحدثت عن مغادرة مقاتلي تنظيم الدولة مخيم اليرموك تعد غير دقيقة، وأن تنظيم الدولة أعادة انتشار وتوزيع قواته في المخيم، وأن قوات جبهة النصرة لا تزال هناك، وأن وضع سكان المخيم وضع مؤلم.
وأشار الكاتب إلى أن النظام السوري أعلن مخيم اليرموك منطقة حرب، وأنه يقصف منازل الفلسطينيين بشكل ممنهج، ويمنع شحنات المساعدات الطبية والغذائية من الوصول إليه، في ظل انقطاع الماء عن المخيم منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
ودعا الكاتب المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والقيام بنقل باقي الفلسطينيين من مخيم اليرموك إلى مكان أكثر أمنا.
المصدر : الجزيرة,الصحافة الأميركية