بات واضحاً في الآونة الأخيرة أن العلاقات تتجه بين أكبر دولتين في العالم نحو الانهيار ولطالما تخوفت الدول الأخرى من الوقوع في صدام مع سياسة أحدها، علاقات في انهيار الآن بين روسيا والولايات المتحدة، اتهمت فيها روسيا بتزويد أسلحة لطالبان في أفغانستان وهذا ما أدى إلى انهيار في الموقف الأمريكي.
“لافروف” بدا غاضباً جداً في قوله “إن هذه أكذوبة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تختلق هذه الكذبة بغية تقديم عذر وحجة لتغير النظام في سوريا”, ذاك ما يطرح سؤال بقوة، هل حدد لافروف إطار التسوية؟ وما تأثير هذا الربط بين مصير الأسد وحلّ الصراع السوري على مساري أستانا من جهة وجنيف من جهة أخرى؟.
ربما يدخل الشك في الربط بين الأمرين معاً، هو لا يستخدم اسم بشار الأسد لكنه يستخدم النظام السوري كأسلوب وعذر للاستمرار في محادثات مستقبلية قادمة، أما قوى المعارضة فهي التي أقسمت بأن تتخلص من رأس النظام “الأسد” ويطيحوا به مهما كانت التضحيات, ذاك ما أوضح عدم الاستمرار في المحادثات إذا ما كشفت عن النقطة الأساسية والهدف الرئيس الذي يصعب المهام.
أما السؤال الجديد الذي يطرح تلقائياً بعد التحرك الأميركي مع إدارة “ترامب” هل يقف فقط عند قصف مطار الشعيرات؟ ربما رجل البيت الأبيض الجديد “ترامب” ليس جاهزاً بعد لتغيير النظام في سوريا، وسط كمّ كبير من المسؤوليات المترتبة على عاتق الإدارة الجديدة.
أولها: إيران والوضع الساخن في كوريا الشمالية، عداك عن التحديات التي تركز فيها الولايات المتحدة على تحطيم وهزيمة “تنظيم الدولة”, أما روسيا التي تسعى دوماَ من خلال دعم النظام السوري عسكرياً والاحتفاظ بقاعدتي “طرطوس وحميميم” المنفذ لها إلى مياه البحر المتوسط الدافئة، ناهيك عن تعزيز وجودها في منطقة الشرق الأوسط في ظل تنافسها مع الولايات المتحدة على مناطق النفوذ.
الحقيقة الواضحة أن أمريكا تتركز في منطقة الشرق الأوسط بأسطول عسكري وقواعد ووحدات تفوق الوجود الروسي في الشرق الأوسط؛ ذاك ما جعل فارق القوى من صالح الولايات المتحدة الأمريكية وعلى الرغم من ذلك فقد سجلت روسيا بعض النقاط مؤخراً في سبيل تعزيز وجودها في منطقة الشرق الأوسط.
خلافات بين “القطبين” تزداد وتستمر بحجم المصالح وكبرها أما المحزن فيها أن الغرب يصفق لقاتل هجّر الملايين وقتل الملايين وخرب منطقة بأكملها.
المركز الصحفي السوري – بيان الأحمد