“القدس العربي” – حسن سلمان
تداول باحثون ونشطاء عرب مؤخرا فيديو لفيلم روسي قديم يسلّط الضوء على حياة الفيلسوف والطبيب الكبير الحسن بن علي بن سينا، وفيه يقدم “الشيخ الرئيس” نصائح للوقاية من الطاعون تتشابه إلى حد كبير مع النصائح المقدمة حاليا للوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، وهو ما دفع البعض للحديث عن “تنبؤ” ابن سينا بفيروس كورونا منذ 10 قرون!
ويقول ابن سينا (980م -1037م) في مقطع من فيلم سوفيتي أُنتج عام 1956 لمرافقه “توصلت لنتيجة تفيد بأن جميع الأمراض المعدية تنشأ وتنتشر بواسطة مواد صغيرة جدا (فيروسات) وغير مرئية بالعين المجردة. أعدادها هائلة وهي تسبب الحمى والموت الأسود (الطاعون). وتلتصق هذه المواد بكل شيء (يديك ووجهك وشعرك وملابسك)”.
ويقدم ابن سينا طرقا للوقاية من الطاعون، تبدأ بـ”عدم الخوف من المرض، والابتعاد عن التجمعات لأن الفيروس ينتقل عبر الهواء. ويجب إغلاق المساجد والأسواق مؤقتا، ليصلي كل شخص في بيته ، ويجب تعقيم النقود بالخل ،من يعتني منكم بمريض فليعقم أنفه بقطن مبلل بالخل، وليمضغ في فمه أوراق الشيح”.
ودوّن البروفيسور حاتم الغزال :”في هذا المقطع يتحدث ابن سينا عن وباء الموت الأسود. انظروا كيف حدد بكل دقة سبب الوباء و كيفية انتقاله وطرق الحماية باستعمال الخلّ لتعقيم اليدين والثياب وأمره بالحجر الصحي. لم يبقَ سوى تحليل الحمض النووي لم يتحدث عنه!”.
وعلّقت الناشطة سناء إبراهيم بالقول :”غير الدقة في التوصيف، ما شدني في الفيديو هذا أن أول حاجة أكد عليها في التصدي للفيروسات هي “عدم الخوف”. بالنسبة لي أول باب في تقوية المناعة هي عدم الخوف. في هذا الفيديو كمية وعي عالية جدا. لم أرَ في فيسبوك أي طبيب يتحدث عن الخوف من الفيروس، وأثره الكبير على إضعاف المناعة”.
ونشر الناشط أشرف جبنون فيديو يتضمن رأي المفكر يوسف زيدان حول تشخيص الأطباء والمفكرين القدماء للأوبئة، حيث يؤكد زيدان أن أبو بكر الرازي (865م -925م) أول من تحدث عن الأوبئة عبر كتاب “الرسالة الوبائية” وهو أول تفرقة سريرية بين الجدري والحصبة و”المنصوري في الطب”.
ويعد ابن سينا من أول من كتب عن الطبّ في العالم، إلى جانب أبقراط وغالينوس، ويعتبر كتابه “القانون في الطب” من أشهر ما كُتب في الطب، حيث ظل لسبعة قرون المرجع الرئيسي في علم الطب.
وإلى جانب الطاعون، قام ابن سينا بوصف التهاب السَّحايا الأوَّليِّ وصفاً صحيحاً، فضلا عن مرض اليرقان (التهاب الكبد) وغيره، كما تحدث مطولا عن أثر المعالجة النفسية في الشفاء.