علق موقع “مشرق نيوز” الإيراني الشهير والمقرب من الحرس الثوري على مواقف مصر الأخيرة من الأزمة السورية، والصراع الإيراني – السعودي في المنطقة، معتبرا كل هذه التطورات تشير إلى مرحلة سياسية جديدة تدخلها المنطقة، مشيرا أن مصر باتت أقرب من أي وقت مضى من محور إيران.
وقال “مشرق نيوز”: “موقف مصر في الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الدولي أغضب الدول الخليجية وخاصة المملكة العربية السعودية التي ارتفع غضبها إلى أقصى حد ممكن بسبب تصويت مصر لصالح القرار الروسي في الملف السوري”.
وأضاف: “لا يزال غضب السعوديين لم يبرد تجاه عدم تسليم جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية من قبل مصر حتى جاء تصويت مصر للقرار الروسي في مجلس الأمن والذي أشعل الخلاف بين البلدين”.
وتابع تقرير الموقع الإيراني لردة فعل السعودية وقطر الغاضبة حول موقف مصر من الأزمة السورية في مجلس الأمن قائلا: “أول ردة فعل على تصويت مصر لصالح القرار الروسي في مجلس الأمن جاءت من السعودية وقطر، حيث صرح سفير السعودية المعلمي لقناة الجزيرة معلقا على تصويت مصر قائلا: مؤلم أن يكون موقف السنغال وماليزيا أقرب للموقف العربي من مصر، كما وأن قطر اعتبرت الموقف المصري بشأن التصويت لصالح مشروع القرار الروسي مؤسف، وطالبت قطر بضرورة التركيز على ما يمكن عمله وهو التحرك بصورة عاجلة لإنقاذ الشعب السوري”.
تقارب مصر من محور إيران بالمنطقة
وحول التقارب المصري الإيراني قال موقع “مشرق نيوز” إن موقف مصر وتصويتها في مجلس الأمن الدولي لصالح القرار الروسي “لم يعبر فقط عن عدم تبعية القاهرة للرياض، بل يحمل رسائل مبطنة عديدة، والسعوديون وشيوخ دول الخليج فهموا ذلك جيدا وبسرعة، وشعروا بشدة خطورتها التي تمثل في المرحلة الأولى تقارب مصر من محور المقاومة بالمنطقة”.
وكشف الموقع الإيراني أن موقف القاهرة في مجلس الأمن الدولي يظهر تقارب مصر من أي وقت مضى من محور المقاومة وموقف موسكو – دمشق طهران من الأزمة السورية، وإضعاف دور دول الخليج في الملف السوري.
وأكد أن موقف مصر في مجلس الأمن وجه ضربة قوية لمكانة السعودية بالمنطقة.
وأشار موقع “مشرق نيوز” أن تأييد القاهرة للقرار الروسي في مجلس الأمن يشير إلى تقارب مصر من محور المقاومة بالمنطقة، وهذا ما لا يروق للسعوديين الذين يدركون جيدا بأن أول نتائج هذا التقارب تعزيز محور المقاومة، بما في ذلك قوة إيران في المنطقة.
وأكد الموقع الإيراني على أن الموقف المصري من الأزمة السورية “يساهم في إغلاق هذا الملف لصالح محور المقاومة بالمنطقة، وسيتراجع دور المعارضة السورية في داخل سوريا بصورة كبيرة جدا وعلى المستوى الإقليمي والدولي أيضا. كما وسيكون هناك تراجع ملحوظ للمعارضة السورية السياسية التي تتحرك في الخارج، ولكن سيكون هذا الموقف له تبعات كثيرة على العلاقات المصرية – السعودية، وسيشكل تهديدا لحكومة عبدالفتاح السيسي في القاهرة”.
وتشير بعض التسريبات من طهران بأنه بعد نجاح إيران في الصفقة النووية، دخلت القاهرة في مفاوضات مباشرة وسرية مع طهران لتطبيع العلاقات بين البلدين، والتفاهم الإيراني – المصري في الملف السوري والعراقي يعكس نتيجة التفاهمات والتطبيع بين طهران والقاهرة بالمنطقة.
عربي 21