لولا أن أصحابها أنفسهم سردوها، لكانت القصة التي بثتها قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية الليلة الماضية أغرب من الخيال ذاته.
فقد كشفت القناة أن أحد نشطاء حزب الله السابقين ويدعى إبراهيم ياسين، وهو من منطقة “البقاع”، الذي تمكنت المخابرات الإسرائيلية من تجنيده عند اجتياح لبنان عام 1982، قد قدم للجيش الإسرائيلي معلومات “ذهبية” لمدة عشر سنوات، تم بعدها نقله وعائلته إلى إسرائيل، حيث تهوّد مع عائلته وأصبح حاخاما.
وحسب القناة فقد أطلق إبراهيم ياسين على نفسه أبراهام سيناي، حيث إن نجله يخدم حاليا في كتيبة “51” في لواء الصفوة “جولاني”.
وقد أجرت القناة مقابلة مع ياسين، الذي يقطن حاليا في مدينة “صفد”، حيث قال إنه وافق على التعامل مع إسرائيل، بعد أن نقل الجيش الإسرائيلي زوجته بمروحية لتلد في إسرائيل، بعد أن كان من الصعب التعامل معها في ظل المعارك التي كانت تشهدها المنطقة التي توجد فيها القرية.
وترجمت “عربي21” مقاطع من المقابلة حيث قال ياسين بالعبرية: “لقد وافقت على التعامل مع المخابرات الإسرائيلية وأخذت أقدم لهم المعلومات، وقد اعتقلني حزب الله بعد أن ثارت الشكوك حولي لعام وشهرين، حيث تعرضت لتعذيب شديد”، زاعما أن الذي أشرف على التحقيق معه القائد السابق للجهاز العسكري لحزب الله عماد مغنيه.
وأضاف: “بعدما فشلوا في إجباري على الاعتراف تركوني ووافقوا على تجنيدي في صفوفهم”.
وأضاف: “لقد قررت الانتقام منهم وأصبحت أقدم للمخابرات الإسرائيلية معلومات نوعية وذهبية عن كل تحركات حزب الله، لقد كنت أقطع مسافات كبيرة مشيا على الأقدام من أجل أن أقدم لهم المعلومات المهمة”.
وأضاف أن ما عزز قدرته على الحصول على معلومات “نوعية” حقيقة، أنه كان يعمل في جهاز استخبارات الحزب، مما مكنه من الحصول على مخططات حزب الله وتسليمها لإسرائيل بشكل مسبق.
وقد تبين أن الضابط الذي قام بتجنيد ياسين في ذلك الوقت هو الجنرال بولي مردخاي، الذي يشغل حاليا منصب منسق شؤون الأراضي المحتلة في وزارة الدفاع الإسرائيلية، حيث قامت القناة بترتيب لقاء بين ياسين ومردخاي في مكتبه، حيث حضر ياسين برفقة نجله الضابط عاموس.
وقد وجه مردخاي حديثه لعاموس: “لقد قدم والدك خدمات لدولة إسرائيل تفوق الخدمات التي كان يمكن أن يقدمها عشرات الجنود”.
واستعرض مردخاي وياسين الذكريات وتحدثا عن اللقاءات التي كانت تتم بينهما في جنح الظلام.
وعرضت القناة الحاخام أبراهام سيناي (إبراهيم ياسين) وهو يتحرك بين جيرانه في الحي الذي يقطنه اليهود الحريديم في مدينة “صفد”، حيث كان يخبرهم بأنه تم اختيار نجله عاموس ليكون من الضباط المتميزين لهذا العام، حيث حصل على وسام من رئيس الدولة روفي ريفيلين ومن رئيس هيئة أركان الجيش جادي إزنكونت.
وقد توعد الضابط عاموس بالقتال إلى جانب الجيش الإسرائيلي في لبنان في حال نشبت حرب جديدة، مشيرا إلى أنه لن يتورع عن ملاحقة “أعداء دولتي في القرية التي كان يقطنها والدي وسأنتقم من الذين عذبوه”.
عرب21