نشرت صحيفة “فورين بوليسي” اليوم الثلاثاء 17 تشرين الثاني/نوفمبر مقالاً ترجمه المركز الصحفي السوري، عن تسليم ترامب الرئاسة للرئيس الجديد بايدن بمناطق أكثر استقراراً من قبل .
لقد استهلت الصحيفة مقالها بالإشارة إلى أن لوائح الاتهام الموجهة إلى السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب متنوعة كتنوع منتقديه .
و تضيف الصحيفة أن الرئيس الذي يحطم المعايير قد أضع التحالفات الأمريكية و مكن خصوم البلاد مع التغاضي عن حقيقة أن إدارة ترامب اتبعت سياسة ناجحة في الشرق الأوسط ونجحت لأنها تحدت الافتراضات الراسخة .
و تضيف الصحيفة أن ترامب في النهاية سوف يسلم الرئيس المنتخب جو بايدن منطقة أكثر استقراراً مما كانت عليه قبل أربع سنوات، و شبكة تحالف أقوى من تلك التي ورثها ترامب .
و تضيف الصحيفة أن من بين القوى في العالم لم يقم أي منهم بضرب إيران، إلاّ أن نجاحات ترامب قد أربكت منتقديه.
وتضيف الصحيفة أن الكثيرون أصروا في بداية الأمر على أنه إذا انسحب ترامب من الاتفاق النوي الإيراني فإن واشنطن ستقف بمفردها ولن تكون قادرة على الحفاظ على العقوبات الإقتصادية متعددة الأطراف، و لكن الشركات الأوربية امتثلت لقرار العقوبات، والأمر الثاني هو اندفاع إيران نحو إكمال أجزاء من أنشطتها النووية، و لكن لا يزال أمامها سنوات من العمل حتى تمتلك قنبلة نووية .
و أضافت الصحيفة أن قتل ترامب لقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، كان من شأنه أن يشعل الحرب بين إيران والولايات المتحدة ولكن بدلاً من ذلك أثار هجوماً صاروخياً على أجزاء مهجورة نسبياً من القواعد الأمريكية في العراق مع تحذير مسبق من طهران تم تمريره عبر سويسرا.
وتضيف الصحيفة أنه على مدى عقود طويلة سادت فكرة أن إسرائيل لا يمكن أن تندمج في الشرق الأوسط مالم تتصالح مع الفلسطينيين رغم اتفاقيات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، ومعاهدة السلام الخاصة بين الأردن وإسرائيل، بينما بقيت القضية الفلسطينية دون حل، وتتعارض هذه الفكرة مع تجربة واشنطن في صنع السلام العربي الإسرائيلي في عهد ترامب ومستشاريه الذين لم يولوا اهتماماً لتلك الفكرة الراسخة ولم يتنقلوا بين رام الله والقدس، أملاً في ثني الطرفين لإرادتهم، بل استغل ترامب فرصة أن الهيجان الإمبراطوري الإيراني أكثر قلقاً للحكام العرب السنة من تطلعات الفلسطينيين، فكان العداء لإيران هو عملة الثقة في العالم العربي اليوم، فبدأت الإمارات طريق السلام مع إسرائيل ثم جاءت البحرين، الحصان المطارد للسعودية.
و تشير الصحيفة إلى أن هناك المزيد من معاهدات السلام الممكنة مالم يعد بايدن إلى طريق الرئيس السابق باراك أوباما بإلقاء المحاضرات بأنه يجب على آل سعود مشاركة الشرق الأوسط مع الإسلاميين إلى الجانب الآخر من الخليج الفارسي.
وتضيف الصحيفة أن الشرق الأوسط ليس مجرد منطقة دول تتنافس على النفوذ، وإنما مكان للصراعات الطائفية الشرسة والحروب الأهلية، فسوريا لا تزال حلبة صراع مع عائلة الاسد، واليمن يشهد كارثة إنسانية، وتشير الصحيفة أن تلك الصراعات مهما كانت مأساوية، لا تزعج التحالفات الاستراتيجية في المنطقة، فإيران ليست الأقوى بسبب انتصارات الأسد، والسعودية ليست أضعف بسبب تدخلها غير المجدي في اليمن.
وتختتم الصحيفة تقريرها بأن تحطيم الرئيس ترامب للمعايير ربما لم يخدم الولايات المتحدة دائماً، ولكن الشرق الأوسط كان أرض الإفتراضات التي لا معنى لها والإستراتيجيات الفاشلة، و جاء ميل ترامب نحو الإضطراب مفيداً في منطقة تحتاج إعادة التنظيم، فقد نجح في ذلك لأن الرئيس المتمرد هو فقط من يستطيع تحقيق الإستقرار في الشرق الأوسط.
رابط التقرير ؛
ترجمة محمد المعري
المركز الصحفي السوري