أدلى الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قبل أسبوع بتصريح أوضح فيه أنّ أولوية جدول أعمال تركيا في الوقت الراهن هي مدينة عفرين السورية، إذ قال: “الآن عفرين هي محور اهتمامنا، فهذه المنطقة مصدر تهديد بالنسبة إلى تركيا، ونحن عازمون على مواجهة كل مصدر من شأنه أن يهدد بلادنا، ونريد للجميع أن يدرك ذلك جيدا، إذ قد نباغت الإرهاب في ليلة ظلماء، وننفذ هجومنا بشكل مفاجئ”.
محمد أجيت الإعلامي التركي، والكاتب لدى صحيفة يني شفق، ذهب إلى أنّ عدم ذكر الرئيس التركي في خطابه مدينة “إدلب” صراحةً كان دليلا على أنّ عملية تركيا في سوريا لن تبقى محصورة بإدلب، وإنما ستشتمل على مناطق أخرى.
الخطر هو في الحدود الجنوبية
وأشار أجيت إلى أنّ الخطر بالنسبة إلى تركيا يكمن بشكل أساس في الحدود الجنوبية لها، وذلك لما تشكله تلك المناطق المشتعلة من تهديد أمني لتركيا، لافتا إلى أن انتقال تركيا من وضعية المدافع إلى وضعية الهجوم في مواجهتها الإرهاب جعلها في حالة أفضل مما كانت عليه العام المنصرم.
وأضاف الكاتب في هذا الإطار: “لقد تبدّلت الحال إلى الأفضل بالنسبة إلى تركيا، منذ أن قررت أنقرة عدم انتظار قدوم الخطر الإرهابي إلى أراضيها، وإنما الذهاب إلى المصادر التي قد تشكّل تهديدا أمنيا لها، وضرب الإرهاب في وكره”.
شرق الفرات يهدد الوجود التركي
ورأى “أجيت” أنّ ما يهدد الوجود التركي في سوريا ليس في غرب الفرات فحسب، وإنما في شرقها أيضا، وذلك لكون الولايات المتحدة الأمريكية تدعم “PKK وPYD” في تلك المنطقة بشكل كبير.
وأردف الكاتب: “هناك محاولات لنقل مشروع روجافا إلى داخل الأراضي التركية، وعلى تركيا ألا تسمح بالمشروع الإرهابي الذي يسعى إلى تطويقها، وفي الوقت الذي تعمل فيه جميع الدول على تنفيذ مخططاتها من خلال رسم الخرائط، على أنقرة أيضا أن تجهّز خرائطها في هذا الصدد”.
الضربة التي تلقّاها PYD من روسيا
الكاتب والباحث التركي “طه داغلي” لفت الأنظار في مقال أوردته صحيفة 7 الإلكترونية، إلى التطورات التي حصلت في مطار منّغ ومدينة تل رفعت في سوريا، مشيرا إلى أنّ ادّعاءات أفادت باحتمالية تسليم هاتين النقطتين إلى قوات المعارضة السورية المدعومة من الحكومة التركية، وذلك بعد تخليصها من يد قوات PYD في المنطقة.
أهمية منغ وتل رفعت بالنسبة إلى تركيا
وذكر الكاتب أنّ مطار منّغ وتل رفعت يحملان أهمية كبيرة بالنسبة إلى تركيا، وذلك لكونهما يقعان في نقطة تقاطع حلب مع إدلب، ولكونهما بوابة الخروج إلى مدينة عفرين معقل PYD، فضلا عن كون المسار الممتد بين مطار منغ وتل رفعت هو البديل المهم لوصل الممر الإرهابي حتى مدينة إدلب.
وتابع الكاتب في السياق ذاته: “لقد أُزيلت أعلام PYD في منّغ وتل رفعت، ورُفعت عوضا عنهما أعلام روسيا، وفي ذلك اليوم بالتحديد جرى اتصال هاتفي بين أردوغان وبوتن، أعلن الكرملن إثر ذلك أنّ الزعيمين اتفقا على تنسيق مشترك أكبر فيما يخص علمية إدلب، عقب ذلك بيان المعارضة السورية قال فيه مصطفى سيجري قائد في الجيش السوري الحر: إنّ روسيا ستجبر قوات PYD على الخروج من المنطقة، وستسلّمها للمعارضة السورية، وإن تحققت صحة ذلك فإن PYD سيكون قد تلقّى ضربة كبيرة في إطار عملية إدلب التي بدأتها تركيا.
أورينت نت