هرباً من الموت والقصف اليومي الذي يزداد يوماً بعد يوم على ريفي حماة الشمالي والغربي منذ بداية شهر “فبراير الماضي” اضطرت الكثير من العائلات لمغادرة منازلها، والنزوح في ظل تدهور الوضع الإنساني والظروف المعيشية الصعبة.
هجر أهالي سهل الغاب أرضهم وبيوتهم نحو العراء هرباً من القصف الذي طال منطقتهم والذي شمل معظم قرى سهل الغاب، كالشريعة و الحويز و العنكاوي والحواش و الحويجة و التوينة ومدينة قلعة المضيق بريف حماة الغربي. حيث أن مصدر القصف ليس بعيداً بل في القرى المجاورة كقبرفضة والكريم والرملة والعزيزية والسقيليبة التي تعد جزءاً من سهل الغاب .
شهد سهل الغاب في الفترة الأخيرة حركة نزوح كبيرة جداً بنسبة تقارب 90% من سكان المنطقة حيث بلغ عدد العائلات مايقارب 7300عائلة توجه قسم منهم إلى الشمال السوري بحثا عن الأمان في مخيمات النزوح التي تمتد من مدينة حارم حتى مدينة أطمة، ومنها من اختار النزوح إلى محيط النقطة التركية في قرية “شير مغار” الواقعة بريف حماة الغربي لأسباب كثيرة جبرتهم على اللجوء الى جانب النقطة التركية.
حيث أن العوائل ليست لديها القدرة المادية على استئجار منازل بعيدة عن مناطق القصف، أو حتى النزوح إلى المخيمات، إضافة لتفضيلها البقاء على مقربة من أراضيها وقراها.
وقال “وليد عليوي رئيس المجلس المحلي بجبل شحشبو.”
وثّقنا حتى هذه اللحظة أكثر من 1400عائلة من سهل الغاب موزعة على قرى جبل شحشبو وضمن مخيمات عشوائية أيضا, تتركز في قريتي شير مغار وقره جرن، وقمنا بتقديم مانستطيع من مساعدات حيث قام الدفاع المدني بتزويد العائلات في المياه وتنظيم دورات للمياه هناك.
وأضاف العليوي “تحتاج الكثير من الأسر لأدنى مقومات الحياة مثل طعام ومياه وأدوات تنظيف, وأشار إلى أن الغالبية العظمى من الأسر نوعاً ما تعتمد على نفسها في تأمين احتياجاتها في أيام توقف القصف وأغلب الأسر تذهب خلال النهار لممارسة عملها اليومي بالزراعة ومتابعة أعمالها”
وأكمل مشيراً “لفتت انتباهي حالة الحاج أبو ربيع رجل مسن يعاني من عدم قدرته على تحريك يده ورجله كان مرمياً على جانب الطريق مع عائلته ينتظرون فرج الله في جوار النقطة التركية دون مأوى وقد قدمنا له مساعدة تكفي لبضعة أيام.
ومن جانبه قال “أبوعلي ” أحد النازحين في جوار النقطة التركية بجبل شحشبو “طلعنا من بيوتنا تحت القصف تحت الدمار وتحت رجم طائرات النظام دمر بيوتنا وهجرنا لجأنا إلى جانب النقطة التركية مشان تحمينا من قتل النظام.”
وأشار “ليس لدينا القدرة على النزوح إلى الشمال السوري يلي عندو سيارة أخذ اولاده وطلع ويلي ماعندو لجأ إلى النقطة التركية وطلعنا بأرواحنا ماجبنا شي معنا صرلنا شهرين على هالحالة عم نعاني من البرد الشديد ومن الجوع في ظل غياب الدعم من المنظمات الإنسانية”.
لم يقتصر القصف على سهل الغاب فقط بل طال قرى جبل شحشبو مما سبب نزوح عدد كبير من أهالي جبل شحشبو على جوار النقطة التركية وبناء الخيم بحثاً عن الأمان حيث يعتبرون نقطة المراقبة مصدر أمان لهم،
وقال إبراهيم الصالح رئيس المجلس المحلي في مدينة قلعة المضيق “إن أعداد العائلات النازحة من سهل الغاب وقلعة المضيق بشكل عام تعدى 7300عائلة ومن قلعة المضيق على وجه الخصوص مايقارب 2800عائلة من سكان المدينة ومن المهجرين من الغوطة وحمص وداريا، وأشار إلى أنه منذ اتفاق سوتشي الأخير بين روسيا وتركيا وإيران، والمتضمن تحديد مناطق خفض التصعيد، عاد قسم كبير من أهالي ريف حماة إلى قراهم، لكنهم اضطروا مجددًا لمغادرتها بسبب حملة النظام الهمجية التي شنها على مدن وقرى ريف حماة وبالأخص قرى سهل الغاب، والتي باتت تقصف بأكثر من 100قذيفة بشكل يومي.
“فاطمة الأحمد امرأه كبيرة في السن نازحة من سهل الغاب” قالت للمركز الصحفي السوري إنها نزحت مع عائلتها إلى قرية شير مغار في ظل ظروف البرد وغياب المساعدات الإنسانية, و إن الخيمة التي يعيشون فيها لا تقيهم البرد الشديد، كما أنهم يفتقرون للأغطية وكل ما يحميهم من برد الشتاء، إلى جانب معاناة الأطفال جراء الجوع وسط عدم توفر الطعام.
وأكدت الحاجة “فاطمة”هذا حال جميع سكان سهل الغاب اللذين تركوا بيتهم باحثين عن شيءٍ يحميهم من الموت يحاولون مقاومة البرد والجوع مطمئنين بالضامن التركي.
المدنيون في مناطق حماة وإدلب يعيشون حالة الخوف من اجتياح المنطقة من قبل النظام وروسيا بعد غموض مصيرها وخاصة البلدات القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام، مثل مورك وكفرزيتا، وبلدات القسم الشرقي من سهل الغاب وقلعة المضيق، بعد فترة من تهديد روسي باجتياح المنطقة عسكرياً وصولاً إلى جبل شحشبو فالسؤال الذي راود الجميع هل ستعود المنطقة آمنة؟
المركز الصحفي السوري وسيم مشهور