دُفنت إمرأة بالغة من العمر 34 عامًا، في مقبرة ببرلين يوم الثلاثاء، والتي تبعد الاف الأميال عن موطنها في سوريا، ومئات الأميال عن شواطئ إيطاليا التي ابتعدت عنها، أثناء وجودها على قيد الحياة، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
تقول الصحيفة إن حاملي النعوش حملوا كف أبيض مغطى بوشاح أحمر، وزهور، ووضعوه أمام كراسي فراغة لصق عليها ورق كٌتب عليها اسماء بعض السياسين الألمان.
وأوضحت في تقرير على موقعها الإلكتروني، أن تلك المرأة هلكت على ساحل البحر وهي في طريقها إلى الساحل الإيطالي في مطلع شهر مارس الماضي، وأخفت الشرطة اسمها لحماية زوجها وابنائها الثلاثة الموجودين في ألمانيا حاليا، ويسعون للجوء.
كانت تلك المرأة ما بين الآلاف الذين يصارعون ويحاربون للوصول إلى السواحل الجنوبية أوالشرقية في أوروبا، فأشارت الصحيفة إلى أن قارب ممتلىء بالمهاجرين، يقال أنهم أفغان، وصلواإلى جزيرة يونانية، يوم الأربعاء، عابرين بحر ايجه، من تركيا.
يذكر، أن البحرية الإيطالية تمكنت من انقاذ مهاجرين من البحر المتوسط، وقد طالب الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء، قبول المهاجرين في 27 من مايو الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن عائلة تلك اللاجئة السورية وافقت على دفنها في ألمانيا، في مظاهرة سياسية أطلق عليه اسم “الموتى قادمون”، والتي نظمتها مركز تجميل سياسي، وهي جماعة للفن مقرها برلين، وتركز على الاحتجاج، ولاسترداد الحقوق، والتعامل مع الأزمات الانسانية المتفاقمة.
حوالي 54 ألف مهاجر، وصلوا إلي ايطاليا هذا العام، مغادرين أراضيهم، بعد انتشار الفوضى والحرب، وحوالي 3200 منهم توفى في البحر خلال عملية الهجرة، وبعضهم ينتظر تصريح باللجوء.
لفتت الصحيفة لفشل الساسة والقيادات الأوروبية للوصول إلى اتفاقية أو تسوية أو خطة لإنهاء المسألة، إلا أن وزير الداخلية في الاتحاد الأوروبي في اجتماعا بلوكسمبرج يوم الثلاثاء، ناقش أخر تطورات مشكلة اللاجئين في دول الاتحاد الأوروبي، قائلا “هناك أكثر من 40 ألف مهاجر في قارة أوروبا”.
كتبت- هدى الشيمي: