كشف خبراء في الأمم المتحدة عن مهمة سرية تقوم بها قوات غربية خاصة في ليبيا، وفقا لتقرير سري.
وورد أنه شارك في المهمة 20 شخصا على الأقل من أستراليا وفرنسا ومالطا وجنوب إفريقيا وبريطانيا والولايات المتحدة لدعم المشير خليفة حفتر.
ومن المفترض أن مهمة تلك القوة هي إيقاف سفن الإمداد التركية وهي في طريقها إلى العاصمة الساحلية طرابلس، واعتراض إمدادات الأسلحة وهي في طريقها لقوات المعارضة، وفقاً للتقرير.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الاثنين، عن دور إماراتي في “العملية الفاشلة”، حيث تورطت فيها شركات أمنية تتخذ من الإمارات مقرا لها، وقام جنديان سابقان في البحرية البريطانية بقيادة قاربين مطاطيين عبر البحر المتوسط من مالطا، فيما حلقت ست مروحيات من “بوتسوانا”، أما بقية الجنود المرتزقة من جنوب أفريقيا وبريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة، فقد وصلوا من نقطة الانطلاق في الأردن، موقالت “نيويورك تايمز “لو سألت أيا من هؤلاء المرتزقة عن المهمة، التي جاؤوا من أجلها إلى ليبيا، لقالوا إنهم في مهمة لحراسة المنشآت النفطية”. في حين يؤكد تقرير الأمم المتحدة أنهم جاؤوا من أجل القتال إلى جانب حفتر، مقابل 80 مليون دولار، ويرى التقرير أن مهمتهم فشلت قبل أن تبدأ، ما دفعهم للبحث عن قواربهم للفرار والنجاة.
واعتبر التقرير الأممي أن “المهمة الفاشلة” توضح دور القوى الأجنبية في المشهد الليبي، وكيف أصبحت ليبيا ساحة مربحة للمهربين وتجار السلاح والمرتزقة وغيرهم من تجار الحروب، الذين يتجاهلون الحظر الدولي، بشأن تصدير السلاح.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى دور الإمارات في تنظيم “المهمة الفاشلة”، من خلال شركة يديرها رجل الأعمال الأسترالي كريستيان دورانت، والذي تربطه علاقات قوية مع إريك برينس مؤسس شركة “بلاكووتر”، وهو من أبرز المستثمرين الدوليين بالمرتزقة، وقدم القوات العسكرية لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، الذي يعد أحد أهم داعمي حفتر. وأوضحت أن الفريق المكون من 20 مرتزقا كان يقوده الضابط السابق بسلاح الجو بجنوب أفريقيا ستيف لودج، أما بقية الفريق فهم أيضا من الجنود السابقين؛ 11 من جنوب أفريقيا و5 من بريطانيا وأستراليان وأمريكي واحد.
وقالت نيويورك تايمز إن المهمة بحسب التقرير الأممي كانت تهدف منع وصول المساعدات العسكرية التركية عبر البحر إلى قوات الوفاق، ونقلت عن التقرير التأكيد أن المهمة هدفت أيضا إلى بناء قوة هجوم بحرية تركز على استخدام القوارب السريعة والمروحيات الهجومية، تقوم بمداهمة وتفتيش أي سفينة تجارية.
ويعتقد محققو الأمم المتحدة أن المهمة كانت أوسع وتهدف لبناء كوماندوز يقوم بتفتيش وتدمير أهداف تحارب حفتر، ورغم أن العملية سرية إلا أنها تركت وراءها عددا من الأدلة، مثل مجموعة صور نشرتها صحيفة “بوتسوانا غازيت” عن مروحيات من نوع سوبر بوما، وهي محملة على شاحنات ونقلت عبر الطريق السريع. وأضافت “تم تحميل المروحيات في طائرات شحن تملكها الشركة الأوكرانية “سكاي إيفيا ترانس”، وكان ورد اسم الشركة في تقرير للأمم المتحدة العام الماضي لنقلها أسلحة إلى ليبيا.
وثائق الرحلات تقول إن وجهة الطائرات هي الأردن لكنها هبطت في مطار بنغازي، معقل حفتر في شرق ليبيا، وتم استئجار قاربين سريعين مطاطين من تاجر السلاح المالطي جيمس فينتش.
وقالت الصحيفة إن لودج، قائد المجموعة وقّع صفقات الأسلحة، لكن الجهة التي اتصلت به ومولتها، شركات مقرها في دبي، ومن هذه الشركات هي لانكستر6 وهي جزء من شركات بنفس الاسم في مالطا والإمارات، وبريتش فيرجين أيلاندز. أما الثانية فهي أوبس كابيتال أسيت وتديرها أماندا كيت بيري، وهي سيدة أعمال واعتبرتها مجلة محلية بأنها واحدة من رائدات عام 2019. وقد رفضت بيري التعليق على الموضوع، فيما قال متحدث باسم دورانت إن ما ورد في تقرير الأمم المتحدة “لا يستند على الحقيقة ومضلل”، مبينة أن حفتر غضب عندما اكتشف أن الفريق أحضر مع مروحيات قديمة وليس كما وعد، طائرات كوبرا ولاسا تي بيردز المتقدمة. وختمت الصحيفة بالقول إن الفريق لم يستطع التفاهم مع حفتر، فركب القاربين وأبحر باتجاه مالطا، وفي الطريق أصاب أحد القاربين عطل فاضطروا لتركه وركبوا جميعا في قارب واحد، وبعد أسابيع تم العثور على القارب قرب الشواطئ الليبية، حيث التقطت الوسائل الإعلامية المحلية صورا ونشرتها.
القدس العربي