بعد الانفجار القاتل في بيروت بدأ البحث عن الناجين والأجوبة، تقول صحيفة “نيويورك تايمز” في متابعتها للملف المتطور في لبنان، حيث وصل عدد القتلى من انفجار مرفأ بيروت إلى أكثر من مئة بالإضافة إلى 4 آلاف جريح.
وقالت الصحيفة إن عمال الإغاثة واصلوا البحث عن ضحايا وسط الأنقاض، في وقت لا تزال النيران مشتعلة. وقالت إن الانفجار الهائل الذي حدث في المرفأ يوم الثلاثاء، وبدا مثل الهزة الأرضية وتردد صداه حتى جزيرة قبرص التي تبعد مئة ميل عن لبنان، كان سببه كما قال المسؤولون اللبنانيون تفجيرا نجم عن حريق قريب من مصنع للألعاب النارية، وهو ما لم يتم تأكيده بعد.
وقالت الصحيفة إن عمال الإنقاذ واصلوا عملهم بين الأنقاض بحثا عن الناجين، في وقت استمرت النيران بالاشتعال حيث انتشر وهج برتقالي فوق المدينة، وهناك أعداد أخرى من الناس لا يزالون في عداد المفقودين.
وقال رئيس هيئة الصليب الأحمر اللبنانية جورج كتانة لقناة الميادين: “ما نشاهده هو كارثة” و”هناك ضحايا في كل مكان”.
وقال المسؤولون اللبنانيون إن الحادث جاء نتيجة انفجار 2700 طن من نترات الأمونيوم، وهي مادة تستخدم عادة في الأسمدة والقنابل، وقد تم تخزينها في الميناء منذ عام 2014.
ووعد رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب بالبحث عن المسؤولين ومعاقبتهم. وقال مسؤول الأمن العام، عباس إبراهيم، إن التفجير نتج عن “مواد متفجرة” صادرتها الحكومة قبل سنوات وخزنتها في المكان.
ويتم التحقيق في إمكانية وجود جهة قصدت تفجير المواد، مع أن المسؤول اللبناني حذّر من القفز على التحقيقات والتكهن بأن ما حدث هو هجوم إرهابي.
وانتشرت أشرطة الفيديو بعد الانفجار ظهر فيها الجرحى النازفون والغبار والأنقاض والدمار. وأشارت الصحيفة إلى أن أربع مستشفيات في بيروت قد تضررت بشكل بالغ جراء الانفجار، ولم تكن قادرة على استقبال المرضى.
وفي الوقت نفسه قًتل عدد عمال الصحة وجرح آخرون في الانفجار. ويعتقد أن مخزنا حفظت فيه معظم اللقاحات التي يحتاجها البلد قد سوي بالتراب.
وقال مسؤول في مستشفى الجامعة الأمريكية ببيروت، إنهم بدأوا بتوزيع المصابين بجروح طفيفة على المستشفيات الأخرى. وتوفيت أربع ممرضات وجرح خمسة أطباء في مستشفى سانت جورج الذي تأثر بشكل بالغ. وقامت ممرضة بحمل ثلاثة أجنة من وحدة العناية المركزة بقسم الولادة، حيث صرخت طالبةً النجدة وهي تحمل الأجنة الضعيفة على صدرها.
وقال مدير وحدة العناية الفائقة الدكتور جوزيف حداد، إنه أنهى جولته في المستشفى وكان يسير نحو البيت عندما حدث الانفجار، وذهب مسرعا للبحث عن عائلته ليجد أن شقته دمرت بالكامل، وسارع إلى المستشفى ليواصل عمله ليجدها أنقاضا. وقال إن المرضى كانوا ينزلون عبر الدرج لأن المصعد تعطل، وكانوا ينزلون من الطابق التاسع، وعندما ذهب إلى بيته بعد ساعة كان الناس يبكون في الشوارع. وقال مدير وحدة أمراض الدم للأطفال والسرطان بمستشفى سانت جورج الدكتور بيتر نون: “كل طابق في المستشفى دُمر ولم أر هذا أثناء الحرب، هذه نكبة”، مضيفا أن الدمار سيئ جدا، وكان كل الآباء وأطفالهم هناك وانهار كل شيء، النوافذ والسقف.
وبالإضافة لتدمير المستشفيات، زادت المخاوف من ضياع كل اللقاحات التي كانت مخزنة في منطقة الكرنتينا التي تبعد نصف ميل عن المرفأ. وتستخدم هذه اللقاحات لمنع الأمراض المعدية لدى الأطفال تحت سن الخامسة.
وأشارت الصحيفة إلى أن انفجار نترات الأمونيوم ينتج تفجيرا يمكن أن يسير بسرعة أعلى من الصوت ويمكن الشعور به خاصة في المناطق الحضرية مثل مرفأ بيروت، ويدمر بعض البنايات ويترك الأخرى بدون أذى.
ولا يمكن تحديد قوة انفجار نترات الأمونيوم بسبب عمرها والظروف التي خزنت فيها. ولكنها قد تكون بقوة 40% مثل متفجرات “تي إن تي”.
وكمية من النترات بقوة 40% من “تي إن تي” و2.700 طن منها تنتج ضغطا عاليا جدا بمعدل طن على إنش مربع.
وقالت الصحيفة إن انفجارات بالخطأ للأمونيوم تسببت بعدد من الحوادث الصناعية القاتلة، واحد منها يعد الأسوأ في تاريخ أمريكا، وأصاب سفينة عام 1947 كانت تحمل ألفي طن من نترات الأمونيوم وانفجر في ميناء مدينة تكساس وقتل فيه المئات. واستخدمت المادة في المتفجرات مثل التفجير للمبنى الفدرالي في مدينة أوكلاهوما عام 1995 وقتل فيه 168 شخصا.
نقلا عن القدس العربي