قرر مسؤولون في البنتاغون وجوب إرسال المئات من المدربين والمستشارين والقوات الخاصة من الولايات المتحدة وحلفائها إلى العراق وسورية في الأشهر المقبلة، كحملة لإضعاف قوة الدولة الإسلامية.
وفي اجتماعات مع فريق أوباما للأمن القومي جرت في الأسابيع الماضية أخبر مسؤولون عسكريون البيت الأبيض أنهم يعتقدون أنهم أحرزوا تقدماً كبيراً في معركتهم ضد الدولة الإسلامية في كل من العراق وسورية، حسب قول مسؤولي الإدارة. ويعتقد المسؤولون أن توجيه ضربة قاضية للتشدد السني المتطرف المعروف أيضاً باسم داعش لا يستدعي المزيد من القوات للعمل على الأرض مع المقاتلين الأكراد العراقيين أو مع مقاتلي المعارضة السورية في كلا البلدين.
في الماضي قوبلت طلبات البنتاغون بإيجاد قوات إضافية في كل من العراق وأفغانستان بشكوك من قبل السيد أوباما، وقال معاونوه أنه استاء مما اعتبره جهوداً للضغط عليه. لكن صعود الدولة الإسلامية أثار قلق البيت الأبيض، وقال مسؤول كبير في الادارة الأمريكية يوم الخميس أن الرئيس على استعداد للنظر في زيادة القوات في كل من العراق وسورية.
تملك الولايات المتحدة بالفعل نحو 3700 جندي في العراق، والقليل من قوات العمليات الخاصة على الأرض في سورية. وقال أحد المسؤولين أنه لم يكن يتوقع أن يتزايد العدد إلى أكثر من 4500 بمرور الوقت، وحتى تلك الزيادة، حسب قول المسؤول، ستأتي تدريجياً تماماً كما تم نشر 3700 جندي أميركي خلال فترة امتدت من عام ونصف العام. خلال ذلك الوقت، حاول كل من البيت الأبيض والبنتاغون جاهدين تجنب وصف الجنود بالقوات المقاتلة، وبدلا من ذلك تم وصفهم بقوات العمليات الخاصة والمدربين والمستشارين.
ركز وزير الدفاع اشتون بي كارتر في مقابلة مع الCNN الأسبوع الماضي في دافوس، سويسرا على الدور المحدود الذي كان يتوقع أن تلعبه القوات الأمريكية. وقال السيد كارتر “اننا نبحث عن فرص لبذل المزيد من الجهد”، لكنه أضاف: “نحن لا نبحث عن بديل للقوات المحلية من حيث تنظيم وحفظ أمن المنطقة.”
تأتي رغبة البنتاغون في توسيع الوجود العسكري على الأرض في وقت لا يزال الرأي العام الأميركي يشكك في تورط أكثر عمقاً للولايات المتحدة في صراع آخر في الشرق الأوسط. وقد أظهرت استطلاعات الرأي أن الأمريكيين ليسوا على قناعة بوجود خطة لدى إدارة أوباما لهزيمة الدولة الإسلامية، التي أحكمت السيطرة على ما يقرب من جميع المدن الكبيرة التي استولت عليها في عام 2014.
وقال ديريك تشولت مساعد سابق لوزير الدفاع في إدارة أوباما ” بوجود المزيد من القدرات يمكنك أن تقوم بالكثير”، ولكنه أضاف: “لطالما كان التحدي هو الخط الفاصل بين التمكين والامتلاك، وهذا ما سوف يركز عليه الرئيس”.
الانتصارات الأخيرة التي حققتها قوات الأمن العراقية وجماعات المعارضة السورية _بمساعدة الضربات الجوية من قبل قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة _جعلت مسؤولون في البنتاغون، بمن فيهم السيد كارتر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف اف دانفورد الابن أكثر تفاؤلاً بشأن فعالية القوات العراقية في حال تم تدريبها من قبل الأميركيين.
مع تحرير مدينة الرمادي العراقية الشهر الماضي وإلى جانب المكاسب الأخيرة في شمال سورية، يقول كبار القادة العسكريين أن جهود الحرب يمكن أن تركز الآن على عزل -ثم تحرير– المدن التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في الموصل في العراق والرقة في سورية، “السبب في أننا بحاجة لمدربين جدد أو مدربين إضافيين هو الخطوة التالية في توليد كمية من القوة القتالية التي تلزم لتحرير الموصل” قال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم الجيش الأميركي في بغداد الأسبوع الماضي “نحن نعلم أننا سنحتاج المزيد من الفرق للتدريب، سنحتاج إلى المزيد من القوات المدربة في مزيد من التخصصات.”
وكانت الولايات المتحدة قد أحرزت تقدماً في إقناع الحلفاء بتقديم المزيد من القوات. ولكن السيد كارتر والجنرال دانفورد لا يريدان أن تكون الولايات المتحدة المصدر الوحيد للمزيد من القوات، إنهم يحاولون مرة أخرى باعتبار داعش أصبحت تشكل خطراً على الدول الاوروبية.
“لقد وصلت شخصيا إلى وزراء الدفاع في أكثر من 40 دولة في جميع أنحاء العالم ليطلب منهم المساهمة في تعزيز مكافحة داعش _المزيد من قوات العمليات الخاصة، والمزيد من الضربات وطائرات الاستطلاع والأسلحة والذخائر والمساعدة في مجال التدريب، وكذلك أيضاً قوات الدعم والخدمة القتالية”، قال السيد كارتر في باريس الأسبوع الماضي. وأضاف في لقاء مع الصحفيين في وقت سابق من مسيرته “أتوقع زيادة في عدد المدربين وكذلك التنوع في التدريب الممنوح”.
في نهاية العام الماضي، بعث السيد كارتر رسائل إلى العديد من نظرائه، ليبين لهم كيف أنهم بإمكانهم فعل المزيد. “نحن نقدر بعمق التزام إيطاليا بهذه المعركة. ومع ذلك، لا يزال يتعين عليها القيام بالكثير من العمل ” قال السيد كارتر في إحدى رسائله إلى وزير الدفاع الإيطالي، روبرتا بينوتي. بتاريخ 1 كانون الأول، وتم الحصول على الرسالة من موقع WikiLao موقع الأمن الايطالي.
وقال السيد كارتر أن الإيطاليين، الذين قادوا تدريب قوات الشرطة العراقية التي تسيطر على المدن التي تمت استعادتها من الدولة الإسلامية، يمكنهم أن يساعدوا التحالف عن طريق إرسال المزيد من المدربين وغيرهم من الموظفين للمساعدة في المراقبة والاستخبارات والاستطلاع. وقال إن التحالف يحتاج أيضا للمساعدة مع فرق البحث والإنقاذ والمزيد من الدعم العسكري الهجومي.
وسيعقد السيد كارتر الشهر المقبل اجتماعاً في بروكسل مع 27 دولة التي شاركت في الجهود العسكرية لهزيمة الدولة الإسلامية. ومن بين تلك الدول التي دعيت لحضور الاجتماعات هناك عدة دول عربية شاركت في الحملة منذ بدايتها ولكنها لم تساهم إلا قليلاً منذ ذلك الحين. وقد خصها السيد كارتر قائلا أن الوقت قد حان بالنسبة لها لتصبح أكثر انخراطا. “يجب على كل أمة أن تأتي وهي مستعدة لمناقشة المزيد من المساهمات في المعركة”هذا ماقاله السيد كارتر الأسبوع الماضي.
وقال بيتر كوك المتحدث باسم وزارة الدفاع عندما طلب منه التعليق على الموضوع مساء الأربعاء أن القادة لا يزالون يدرسون ما إذا كانوا بحاجة إلى المزيد من القوات الأميركية. وأضاف “بمجرد حصول قادتنا على الأرض على صورة واضحة من القدرات اللازمة لتسريع الحملة، فضلا عن مساهمات من شركائنا في التحالف، سيكون لدينا فكرة أفضل ما إذا كانت هناك حاجة إلى أي موارد إضافية”.
نيويورك تايمز: ترجمة ركانة المنير- السوري الجديد