قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: إن غياب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، عن قمة كامب ديفيد في الولايات المتحدة، دليل على توتر العلاقات بين الرياض وواشنطن.
وأشارت إلى تأكيد البلدين على أن غياب العاهل السعودي عن القمة لا يمثل ازدراء للرئيس الأمريكي باراك أوباما، على الرغم من أن الموقف يعكس واقعًا جديدًا يشير إلى أن الحليفين السعودي والأمريكي على خلاف فيما بينهما.
وتحدثت الصحيفة عن وجود أربعة عوامل قوية لعبت دورًا كبيرًا قاد إلى توتير العلاقات بين البلدين، وهي سعي الإدارة الأمريكية لإبرام اتفاق نووي مع إيران، وصعود تنظيم “داعش” في المنطقة، والاضطرابات الإقليمية التي تعرف بالربيع العربي، التي اعتبرتها الدول العربية وخاصة دول الخليج تهديدًا لسلطتها، والتحول في أسواق الطاقة العالمية، حيث أدت الطفرة البترولية في الولايات المتحدة إلى تحرير واشنطن من اعتمادها على الرياض.
وأضافت الصحيفة أن اجتماع كامب ديفيد، والاجتماعات الشخصية مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض كانت تهدف إلى المساعدة في التخفيف من تلك الانقسامات، لكن تلك الفرصة ذهبت الآن، ويبدو أن المستقبل أكثر تعقيدًا إذا تجاهل البلدان المسارات المختلفة لتحقيق أمنهما.
وذكرت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية ترى أن الاتفاق النووي مع إيران يهدف إلى وقف التصعيد في الصراع بالمنطقة، بينما ترى الحكومات السنية بقيادة السعودية، أن تخفيف العقوبات على إيران سيمنح طهران مليارات الدولارات لزيادة حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
وأضافت أن السعودية وأمريكا يتعاونان لقتال “داعش”، لكن الرياض تريد فعلًا أكثر قوة ضد حكومة بشار الأسد في سوريا، إلا أن الرئيس الأمريكا باراك أوباما، متردد بشأن التدخل العسكري هناك.
وأبرزت الصحيفة انتقاد السيناتور جون ماكين، في تصريحات لشبكة “إم إس إن بي سي” الأمريكية، لوزير الخارجية جون كيري، متهمًا إياه بأنه أساء فهم الإشارات القادمة من السعودية، وقام في بعض الأحيان بتفسير الأمور كما يرغب في أن يراها وليس كما هي في الحقيقة، مضيفًا أن غياب العاهل السعودي وزعماء دول خليجية أخرى مؤشر على فقدان الثقة في واشنطن.