بقيت احتفالات نظام بشار الأسد بفك الحصار عن مطار كويرس العسكري بريف حلب وبالمقاتلين المحاصرين حبيسة وسائل الإعلام المؤيدة له فقط، فيما تشير الوقائع على الأرض إلى أن النظام لم يتعامل مع تضحيات جنوده كما أوهم مؤيديه والرأي العام المحلي.
وما تزال الانتقادات من قبل طيف واسع من الموالين تنهال على نظام الأسد جراء التصرف السيء من أجهزته للمقاتلين الذين بقوا محاصرين قرابة 3 سنوات، ووثقت “السورية نت” ثلاث إهانات من النظام لمقاتلي المطار منذ استعادة السيطرة عليه يوم العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وآخر الإهانات التي تعرض لها بعض الجنود رفض محافظ طرطوس صفوان أبو سعدة استقبال ثلاثة من المقاتلين طلبوا مقابلته، وهو ما أكدته صفحة “سوريا فساد في زمن الإصلاح” على موقع “فيسبوك” والتي يديرها مؤيدون للنظام، ووجهت الصفحة انتقاداتها لمن أسمتهم “رجال التصفيق والعراضة، ورجال المناصب والسلطة”. مشيرةً إلى أن وسائل إعلام النظام استغلت انتصار النظام في مطار كويرس لكنها نسيت الجنود الذين قاتلوا طيلة فترة حصارهم.
وأعرب مؤيدون للنظام عن غضبهم من تصرف المحافظ، وكتبت إحداهن قائلة: “كلو شقفة محافظ على شو عم يتمنع منيح مانو وزير كان خرب الدنيا وبهدل هالابطال ويمكن حطون بالسجن لعما الواحد منهن مابيسوى نعل بوط عسكري وقاعد يتمقطع بالناس على كيفو الله ينتقم منهن كلهن هدول دواعش الداخل”، فيما طالب شخص آخر بإقالة المحافظ لرد اعتبار الجنود.
وتسببت رسالة أرسلها جندي كان محاصراً في مطار كويرس ونشرتها صفحة “بدنا نتسرح” التي يديرها جنود من قوات النظام، في إثارة غضب الموالين للنظام، وتحدث الجندي عن إحباطه من تعامل المؤسسة العسكرية مع الجنود المحاصرين، وقال إنه “على الرغم من أن المطار قد تحرر إلا أننا ما زلنا محاصرين”، وأشار الجندي في رسالته إلى أن المقاتلين الذي بقوا في المطار طيلة فترة الحصار يبيتون في العراء بالقرى المحيطة، مؤكداً ألا أحد يتابع احتياجاتهم ويستفسر عن مطالبهم، كما انتقد كمية ونوع الطعام المقدم للجنود الذين كانوا محاصرين، مقارنة بالطعام الذي يقدم للمسؤولين الذين يزورون المطار بعد استعادة السيطرة عليه.
ولفت الجندي في رسالته إلى أن النظام غير مكترث بتضحيات الجنود الذين قاتلوا في صفوف جيشه، وقال: “إلى من يقرأ من أخوتي عناصر المطار لا تنتظروا من أحد أن يقدر تضحياتنا وتعبنا وحصارنا ونصرنا، فلن يصنعوا لنا التماثيل ولن يعطونا أوسمة شرف، بل سينتظرون منا أصغر ردة فعل على ظلمنا المستمر ليحاسبونا (…)”.
أما الإهانة الثالثة التي تعرض لها جنود مطار كويرس فكانت مع عدم اهتمام النظام في تأمين الكهرباء للمناطق التي وصل إليها الجنود للاحتفال بهم، ورغم حضور مسؤولين كبار كـ”محافظ” وأمين” فرع الحزب” التابعين لحكومة النظام في محافظة اللاذقية، وأهالي الجنود المحاصرين ،غاب التيار الكهربائي عن معمل الغزل والنسيج في مدينة جبلة أثناء وصول الجنود، ليستمر الحفل أكثر من ساعة كاملة على أضواء الجوالات وسط إطلاق رصاص كثيف.
ونقل عضو لجان “التنسيق المحلية” في مدينة جبلة أبو ملهم جبلاوي في حديثه لـ”السورية نت” حالة السخط الكبير لدى الموالين نتيجة عجز النظام عن تأمين التيارالكهربائي خلال هذه الفترة القصيرة , وفي قرى جبلة الموالية لم يجد النظام أكثر من لوحة خشبية لتكريم أحد ضباطه القتلى في مطار كويرس حيث عرضت “شبكة أخبار جبلة” الموالية صورة لقبر أقيم حديثاً في قرية القتيل، وقد وضع فوقه لوحة خشبية تحمل الرقم 33 وكتب عليها الإسم ،والرتبة ،ومكان الولادة وتاريخه، ومكان الوفاة وتاريخه.
السورية نت-