اللواء ذو الهمة شاليش ،20 عاماً من الفساد والاختلاس ولكن يكشف الآن .
ربما هي سياسة ، أو أنهاء لخدمة بعض الأشخاص ، وربما الأمر يتعدى ذلك .
ذو الهمة شاليش ابن عم بشار الأسد والحارس الشخصي له ولوالده من قبله ، الذي تم القاء القبض عليه من قبل السطات السورية بدعوى اختلاسات مالية كبيرة ، فهو شريك مع أل فتوش في لبنان برؤوس اموال تبلغ مليارات الدولارات ، وحسب مصادر لبنانية فقد كشف عن رصيده في واحد من المصارف اللبنانية والبالغ قدره (800 مليون دولار).
وخلال العشرون عاماً الماضيين قد كان استيراد الحديد إلى سوريا محصوراُ عن طريق اللواء شاليش وشركائه أل فتوش.
وما هو ملفت للنظر ومثير للتساؤل أنه كيف خلال 20 عاما لم يتم كشف تلك الاختلاسات والتي كشف عنها في هذا الوقت فقط ، أليس ذلك يضع علامات استفهام كبيرة ؟
ألا يبدو أن النظام السوري يحاول أن يشغل المناطق الواقعة تحت سيطرته بمشكلات ثانوية هي في الأصل كانت موجودة من بداية حكم أل الأسد من أكثر من 40 عاماً ، واظهار نفسه بموقع المصلح والمكافح للفساد والمحسوبية ، بهدف إغماض عين المواطنين عن أعماله في المناطق الخارجة عن سيطرته.
أليس غريباً أن يظهر الأعلام اللبناني بموقع الدفاع عن شاليش و شريكه فتوش شقيق الوزير اللبناني نيقولا فتوش والتصريح بأن اللواء شاليش تم تسريحه من الخدمة بعد أن اتم السن القانوني في عمله ، ودون أن يقوم النظام السوري بأدلاء أي تصريح بالنفي او الاثبات.
أن هذه واحدة من مظاهر الفساد التي كانت ولاتزال موجودة بين اركان النظام السوري وأتباعه ومؤيديه ، فما تربى عليه النظام خلال 40 عاماً لا يمكن أن يصلح بيوم وليلة .فقد تشرب النظام الفساد وسقاه لكل مؤيديه .
فهذا أيضاً صائب نحاس رجل الاعمال وأحد أبرز اثرياء سورية المرتبطين بالنظام الأسدي والمالك لعدد كبير من الشركات التجارية و خاصة في قطاعات النقل والسياحة والبناء وصناعة الأدوية ، والخادم لأعمال النظام السوري طيلة الفترة الماضية قبل أن يصدر قرار من المصرف السوري المركزي لكافة المصارف المحلية بتجميد كافة الاموال المنقولة وغير المنقولة لنحاس .
هذا ولم يعد خفياً على أحد مدى الفساد الذي بدأ يطفو على السطح والذي بات حديث الشارع السوري في المناطق التابعة للنظام ، والذي كما ذكرنا أنفاً من أسباب التركيز على معالجة مسألة الفساد هو اشغال الشارع السوري عن أفعال النظام وجرائمه المرتكبة بحق المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته . وها هو ذا قاضي التحقيق الاول في دمشق ياسين كحال أعلن وفي تصريحات لصحيفة الوطن المعروفة بقربها من السلطات السورية ، يعلن بمثول مسؤولون سوريون حكوميون أمام القضاء العام بقضايا سرقة واختلاس للمال العام ، حيث قال في ذلك: (لقضاء ينظر في العديد من الدعاوى المتعلقة بمسؤولين في مؤسسات الحكومة متهمين بسرقة المال العام أو الاختلاس أو الإهمال ) .
ولكن القاضي كحال لم يحدد الأسماء ، ولكنه أكد في تصريحه بأن القضاء لن يستثني أحداً من مرتكبي جرائم السرقة .
وبين أنه شهرياً يتم النظر بأكثر من 15 دعوة مالية متعلقة بسرقة المال العام . ونحن نرى هذا الامر طبيعي حيث ” لابد للنظام من ذلك ليظهر بمثابة المصلح والمنقذ من الفساد الذي يتغلغل داخل أركانه ” . و في احصائية تشير إلى ان سورية احتلت المرتبة 159 من بين 175 من الدولة الاكثر فساداً في العالم لعام 2014 ، وذلك حسب تصنيف منظمة الشفافية العالمية .
هذا عدا عن القضايا الأخرى التي لابد من الإشارة إليها من السرقات و المحسوبيات التي انتشرت بشكل متزايد بعد الأزمة ، مثل غلاء أسعار المواد وبأكثر من التسعيرة المفروضة من الحكومة سواء بالغاز أو الخبز او اللحوم أو حتى أسعار الألبسة والمنتجات الاستهلاكية .
فعلى الرغم من نفي العديد من الاطراف المسؤولة بالنظام عن وجود أزمة في مواد المحروقات ، و ادعاء مدير محروقات دمشق سيباي عزيز أن محطات المحروقات العامة والخاصة تقع تحت اشرافها وأنها مراقبة من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك لضبط حالات التلاعب ، وأنه لم تصلهم أي شكوى عن تلاعبات او مخالفات ،إلا ان علي مرعي رئيس نقابة عمال النفط بدمشق وريفها أكد انتشار المحروقات في السوق السوداء بهدف الحصول على أرباح اضافية وخيالية حيث يصل سعر لتر المازوت فيها إلى (300) ليرة سورية وهو سعر مرتفع مقارنة مع السعر الرسمي المحدد من الحكومة السورية والمحدد ب(100 )ليرة سورية ، علماً ان السعر المفروض في المحطات العامة بين (61-65) ليرة بناءً على بطاقات الدور الموزعة على المواطنين والتي تتطلب انتظار قد يستغرق شهراً بسبب الاكتظاظ السكاني .
هذا ورغم الادعاءات بقيام لجان لحماية المستهلك التي تهدف إلى مراقبة الأحوال والأسعار إلا أن وجودها لم يكن له أي معنى في ظل الفساد الذي تشعب وامتد ولم يعد بالمقدور الحد منه ، ويبقى النظام السوري يتخبط في محاولة منه لسد الثغرات التي اوجدها منذ 40 عاماً ، وقتل عادات تربى عليها أتباعه ومواطنيه ليظهر أمامهم بمظهر المخلص والمنقذ لهم من الظلم والفساد ، ولكن هل يصلح المرء ما افسد الدهر؟؟؟؟.
المركز الصحفي السوري
باريزان اليوسف