لم تصمت السماء ولكنها شنت حملة قاسية على من رددوها.
البعض منا ترقه الحملة فيقرر أن ينضم إليها رغم مرور قرون طويلة على بدء إعلانها وشعاره فيها:
“الحملة مستمرة”
فينظر بإزدراء إلى كل من يدعو للتفكير والمراجعة ثم يقول لك بسخرية: أنت مثل من يقول “لو أطاعونا ما قتلوا”
يذكره بالمقولة وما تحمله من دلالات تاريخية. فهل إنتهت الحملة أم أنها فعلا مستمرة؟!!
ربما يساعدنا في التمييز بين مستويين من الناي ممن يتناولون قضية الشهداء.
الأول : الذين يتهكمون على أناس ضحوا في سبيل فكرة آمنوا بها حتى وإن أخطأوافي المسار وهو لبس عتاب من يبحث عن مسار أفضل ولكن هو تهكم المستهزئ الساخر الذي إعتنق العبودية وهؤلاء يبدوا أنهم خلقوا من أجل الحملة وخلقت الحملة من أجلهم.
أما المستوى الثاني فهم من يريدون تصويب المسار وهؤلاء تجب معهم المصارحة بالأخطاء فلا ينبغي أن يحجبنا مستوى الدفاع عن قيمة الفداء عن الدفاع عن قيمة التخطيط للإنتصار وإلا وقعنا في خديعة التضحية حيث نبرر لمن ضحوا كل ما قاموا به فتسلب عقولنا تحت دعاوى
“من أنت حتى تتحدث عن الشهيد”!!!
“لو أطاعونا ما قتلوا” هي عدة المنافقين وسلاح الصادقين وألم يعتصر المخطئين في آن واحد
-فهي عدة المنافقين للخذلان
-وسلاح الصادقين في البيان وهم يحكون القصة ناصحين ﻷجيال قادمة لا يريدون لها أن تمر من نفس الطريق.
-كما يتألم منها المخطئون الذين ضلوا الطريق ويتحسسون من كلمة “أخطأتم” ولو أنهم تدبروا الأمر لعلموا أن أحداث اليوم ستصبح مجرد قصة غدا لن يبقى مفيدا فيها سوى العبرة وستتلاشى العبرة حتى.
لم يكن عيب المنافقين الأوائل في المقولة ذاتها ولكن فيمن قالها وفيما خبأه في طياتها من فساد للقلوب وإضطراب للنفوس وفي دورها في التثبيط المتعمد وإجهاض الهمم.
أما المقولة ذاتها فتحتمل القول في سياق التحليل المنطقي بعد أحداث دامية كما انها تحتمل القول بطريقة سامتة تكشف سوء ما في الصدور.
ولكل صنف من الصنفين المذكورين الرد المناسب عليه
فمن يقولها “لو أطاعونا ما قتلوا” بغرض مناقشة الأهداف والإستراتيجية والتكتيكات لما فيه الصالح العام كان الرد عليه
“إنظر ما ترى”
ومن يقولها حقدا وشماتة على أرواح أزهقت نصبت له الحملة وكان الرد عليه هو ان رد السماء القاسي الذي ألجم ألسنة المنافقين قبل 1400 عام
“قل فإدرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين”
حسان فواز شهباز