المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 6/3/2015
تدني المستوى المعيشي وفقدان الأمن والاستقرار وظروف الحرب القاسية التي يعاني منها أهل سوريا، انعكس بشكل كبير على الحالة الصحية العامة للنساء، فازدادت حالات الإجهاض بشكل ملحوظ، كما ازداد عدد الوفيات سواء من النساء الحوامل أو الجنين قبل الولادة، بسبب سوء التغذية أو الأمراض والأوبئة التي إنتشرت مؤخراً في سوريا.
إن تراجع الخدمات الطبية في سوريا، والفقر ونقص التغذية، والخوف والرعب والنزوح، وارتفاع نسب التلوث البيئي بكل أشكاله، إضافة إلى الضغوط النفسية وازدياد حالات الزواج المبكر، أسهمت مجتمعة في التسبب بباقة من الأمراض والمشاكل صحية التي أصبحت شائعة عند النساء في مراحل الحمل والإنجاب.
“نسرين” طبيبة نسائية تعمل في أحد المشافي الميدانية بريف إدلب الجنوبي، حدثتا عن موضوع الحمل والإنجاب بقولها: “لقد ازدادت حالات الإجهاض بشكل كبير بسبب الخوف والرعب، والتنقل المفاجئ هرباً من القصف، والإصابة بأمراض تسمّم عديدة تعود في معظمها لعدم نظافة الأغذية وعدم إجراء التحاليل المناسبة والبدء الباكر بالمعالجة منها، كما زادت حالات الإجهاض المقصود بسبب ازدياد حالات الحمل غير المرغوب به، كما أن حالات الولادة القيصرية زادت بشكل ملحوظ بسبب، رغبة الحامل بإنهاء حملها في فترة النهار بأي شكل حتى لو كان بالقيصرية خوفاً من حدوث ولادة إسعافية ليلية وعدم التمكن من الذهاب إلى المستشفى ليلاً، كما أن هناك الكثير من حالات الولادة الذاتية في المنزل وخاصة ليلاً، وعلى أيدي غير اختصاصية، وقد أدّى ذلك في بعض الحالات إلى موت الوليد بسبب عسر الولادة إضافة إلى حالات النزف الناجم عن عطالة رحمية بسبب عدم أخذ المقبّضات أو حدوث حالات تمزّق في عنق الرحم”.
تعاني نساء سوريا من فقر الدم أثناء الحمل، بسبب نقص الغذاء وافتقاره للعناصر الغذائية الضرورية، وذلك بسبب الفقر حيث أصبح طعام المواطن السوري، هو المعكرونة والحبوب، ولايستطيع أكل اللحم إلا كل شهر مرة، الأمر الذي تسبب بحالات كثيرة من الإجهاض المتكرر.
وهذا ما أكده “أبو حمزة” أحد سكان المخيمات في شمال سوريا، حيث قال: “أنا متزوج منذ أكثر من عامين، وخلال هذه الفترة أجهضت زوجتي ثلاث مرات، المرة الأولى أجهضت بسبب الخوف، عندما سقط برميل وانفجر بالقرب من منزلنا قبل أن ننزح من بلدة كفرنبودة بريف حماة، والمرة الثانية والثالثة أكد لنا الأطباء أن سبب الإجهاض، هو فقر الدم وسوء التغذية، ولا نستطيع أن نأكل الطعام الغني بالعناصر الضرورية للجسم، كالحوم إلا كل شهر مرة بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار.
هذا الواقع المؤلم الذي يعيشه أهل سوريا قد منع الكثير من الأسر، التي تنتظر المولود بفارغ الصبر، من الحمل والإنجاب، فمن هذا الذي لايتمنى أن يكون له ولد، يربيه ويعلمه ويتباهى به أمام الناس، لكن المولود الذي سوف يأتي فسوف يرى أمامه القتل والدمار والتهجير، ففضلت الكثير من الأسر عدم الحمل والإنجاب، في ظل هذه الظروف التي تمر بها البلاد.