نظمت كل من هيئة ميثاق شرف للإعلاميين السوريين ومؤسسة عنب بلدي ندوة حوارية ثانية بعنوان “تأثير الإعلام على الذاكرة الجمعية وخطاب الكراهية”، استضافت الأستاذ أكرم الأحمد، وأقيمت فعالياتها على مدرج الأكاديمية السورية للتدريب.
هدفت الندوة إلى تفكيك العلاقة المعقدة بين الإعلام والذاكرة الجمعية، وكيف يمكن للإعلام أن يسهم في تفكيك خطاب الكراهية المتنامي. وتناولت المحاور الأساسية دور النخب في بناء الذاكرة الجمعية الإيجابية ومواجهة الكراهية، بالإضافة إلى تحليل كيفية عمل النظام السابق على تشكيل ذاكرة جمعية خاصة به، مرتبطة بشخصه ومنجزاته فقط، مع تغييب متعمد للرموز المجتمعية والوطنية الأخرى.
وأكد المشاركون أن السنوات الأربعة عشر من الظلم والضغط الشديد قد ولدت سرديات جمعية مشوهة، أو على الأقل محملة بذكريات مؤلمة قد تؤدي إلى توليد خطاب الكراهية بشكل مباشر أو غير مباشر. وقد جرى نقاش مستفيض حول الدور المحوري للنخب في هذه الجزئية، وضرورة تفعيل دورها الأساسي في تفكيك خطاب الكراهية.
شهدت الندوة مداخلات غنية ومتنوعة من الحضور، حيث ناقش المشاركون أسباب خطاب الكراهية، والأساليب الفعالة لتفكيكه، ودور المجتمع ككل في هذه العملية. وأجمع المتحدثون على رقي النقاش وتناوله للمظالم التي تعرض لها المجتمع السوري في كافة الأماكن، وكيفية تكون هذه الذاكرة المشحونة، والأسباب التي تغذي خطاب الكراهية.
واختتمت الندوة بتأكيد المشاركين على أهمية استمرار مثل هذه الحوارات البناءة لتعزيز الوعي المجتمعي ودعم الجهود الرامية إلى بناء ذاكرة جمعية جامعة تسهم في نبذ الكراهية وتعزيز قيم التعايش والتسامح.







