منذ أن سيطرت (إسرائيل) على مرتفعات الجولان قبل 45 عاما تميزت الحدود بين (إسرائيل) وسوريا بالهدوء التام وتعتبر من أفضل الجبهات التي تواجه (إسرائيل) من ناحية أمنية.
وقبل 4 أعوام وللتذكير في 11 مايو 2011 قال ابن خال بشار الأسد رجل الأعمال رامي مخلوف لصحيفة نيويورك تايمز انه اذا لم يكن هناك استقرار في سوريا سوف لا يكون هناك استقرار في إسرائيل.
ماذا قال الاسرائيليون؟
في ديسمبر 2013 حذر دان حالوتس قائد جيش الدفاع الإسرائيلي من سقوط الأسد وقال إننا نريد الأسد أن يكون ضعيفا ويبقى في السلطة لأنه التزم بهدوء جبهة الجولان على غرار ابيه وليس لدينا مشكلة معه. وقبل 12 عام طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون عام 2003 بعد غزو العراق من الرئيس بوش عدم المس بالنظام السوري الذي حافظ على هدوء جبهة الجولان لمدة 30 عاما 1973 – 2003. والتفاصيل الكاملة لتحذيرات شارون للإدارة الأميركية بعدم إيذاء النظام السوري يمكن قراءتها في مقال بعنوان شارون يحذر بوش بقلم يوسف البار بتاريخ 12 كانون الثاني 2007 في الموقع الإخباري اليهودي: The Jewish Daily Forward.
الجنرال غابي اشكنازي “ان تغيير النظام في سوريا سوف لا يخدم (إسرائيل). وبقاء بشار الأسد في السلطة مصلحة استراتيجية ل(إسرائيل) للحفاظ على هدوء الجبهة الشمالية في هضبة الجولان”
ألا ينسف ذلك أكذوبة المقاومة والممانعة التي صّدقها بسطاء وسذّجة الشارع في الوطن العربي؟
بات معروفا أن اسرائيل غير متحمسة لسقوط هذا النظام وهذا يفسر تردد وتخبط ادارة اوباما في اتخاذ اي اجراء حاسم لاسقاط بشار الأسد واكتفت بالاختباء خلف مسرحية التخلص من داعش وقبل ذلك السلاح الكيماوي والذي لم يكن موجها ضد اسرائيل بل ضد الاطفال السوريين. فاذا سقط نظام دمشق ستخسر اسرائيل الحماية المضمونة لاحتلال الجولان.
وفي أيار 2013 كتب افرايم هاليفي في مجلة فورين أفيرز (مجلة الشؤون الخارجية الأميركية) “لأربعين عام ورغم عدم وجود اتفاق سلام رسمي بين سوريا واسرائيل التزم نظام دمشق باتفاق الهدنة بحذافيره منذ عام 1974 وحتى اثناء الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982.
وعندما تدخل “حزب الله” اللبناني تنفيذا لتعليمات طهران بشن حرب على الشعب السوري دعما لنظام دمشق، وشارك في ارتكاب المجازر البشعة إلى جانب جيش النظام خاصة في مدينة “القصير” كخادم للمصالح الايرانية فقد صفة المقاومة التي كان يروج لها لاكتساب الشارع الساذج. وهذا التدخل خدم ايران ودمشق ولكنه أضعف حزب الله داخل لبنان وبدأ يفقد مصداقيته في الشارع العربي.
تهديدات وتصريحات إيرانية:
ورغم فيضان التصريحات النارية من طهران ودمشق المعادية لإسرائيل إلا أنها تبقى شفهية وشعاراتية ليس إلا. ولم تترجم إلى الفعل الحقيقي ولو لمرة واحدة. فقد انتهكت “(إسرائيل)” المجال الجوي السوري عشرات المرات، وقصفت الكثير من المواقع العسكرية والاستراتيجية السورية، خصوصا في السنوات الثلاث الماضية التي تشهد ثورة شعبية عارمة بقي النظام السوري ساكتا وهادئا.
هذا هراء لاستهلاك البسطاء والسذجة في العالم العربي والإسلامي وأكد ذلك بنيامين نتينياهو رئيس وزراء اسرائيل في زيارته الأخيرة لواشنطن.